الخيانة و السرقة وجهان لجرمٍ واحد
يُعد المنبر من أكثر المؤسسات الإعلامية رواجاً في المجتمعات الإنسانية لما له من تأثير كبير على عقول الناس ، ونحن لسنا بصدد الحديث عن الدين ؛ لكن لدى متابعتنا لحديث معتمد مرجعية السيستاني ضمن محور حديثه في خطبة الجمعة لهذا اليوم استوقفتنا جملة من نصائحه و إرشاداته التي وجها للحاضرين ، و التي تبلورت حول موضوع الخيانة و السرقة فقد عرج الخطيب على موضوع أخذ مال الغير ، و أن كل مَنْ يتعدى على حقوق الآخرين و يأخذ منها و بدون أذن من أصحابها فإنه يُعد بعرف أهل الدين جرم بعنوان السرقة ، و واصل الخطيب قوله إن هذا العمل مخالف للشرع و القانون و العرف الاجتماعي ، وهنا نتسأل تماشياً مع كلام معتمد السيستاني نعم أن التصرف بمال الآخرين هو جرم مشهود و لا غبار عليه إذاً فماذا تسمون تلاعبكم و هدركم و طبقة سيساسيكم الفاسدين بأموال ليست ارث لكم ، و لا من حقوقكم ، و لستم مخولين بالتصرف بها ، و إنفاقها على ملذاتكم و حفلاتكم الماجنة و ترفيه أولادكم في أوربا و غيرها من دول العالم ، و تسخيرها لتلبية طلباتهم على حساب الفقراء و المعوزين و المحتاجين أليست هذه سرقة حقوق الغير ، وهي خيانة بحد ذاتها ؟ شرائح مظلومة ضاقت بهم سبل العيش في ظل الأزمات المالية الصعبة التي تعصف بالعراق بسبب التخبط السياسي و غياب الخطط التنموية و انعدام المشاريع ذات الوفرة المالية للقطاع الخاص الذي يعاني من التدهور الكبير بسبب ما قدمته حكومات العراق التي توالت على الحكم بعد 2003 و التي تدين بالفضل الكبير إلى مرجعية السيستاني بالوصول إلى دفة الحكم لكن هذا ليس السبب المباشر في تفاقم معاناة العراقيين بل أن تهريب الأموال إلى الخارج بواسطة السماسرة أو شركات التحويل المالي الغير قانونية ، و السرقات المالية المستمرة و الهدر الكبير في أموال الشعب بالإضافة إلى عمليات غسيل الأموال في كبرى المؤسسات المالية الحكومية على يد مافيات تبيض الأموال و التي تعود زعاماتها إلى كبار القيادات و الأحزاب و الكتل السياسية ، فضلاً عما تمارسه حاشية المرجعية المهيمنة و بشكل واسع على الثروات الطائلة التي تدرها التعبات الدينية ، أفليست تلك الجرائم المالية هي من صميم الخيانة و سرقة قوت الأرامل و اليتامى و الفقراء و النازحين و المهاجرين ؟ كلام معسول و عارٍ عن الصحة و الحقيقة فواقع العراقيين يكشف حقيقة ما تدعيه هذه المرجعية الفارسية .
بقلم محمد سعيد العراقي