Image title


التراكم في الحياة

وأنا أرى وأشاهد حاضرا وفي السابق .. يلفتني من الماضي بقاء ذكر أشخاص معينين في التاريخ وتردد أسمائهم إلى الآن .. ويلفتني في الحاضر بزوغ اسم أحدهم وعلو كعبه انجازا وتحقيقا .. ويلفتني تميز أحدهم في حقل تخصصه وفي مهنته .. والبعض وكأنني أقول : من هذا ؟ وكيف له ذلك ؟

ما يفسر كل ذلك هو أن الحياة في أحد أهم أركانها أنها تقوم على التراكم. فكل عمل يظهر بشكل متميز خلفه جهود جبارة ليست بالضرورة معلومة للجميع. وكل إنجاز ونجاح متى ما تحقق هو نتيجة عدد من النجاحات الصغيرة والاجتهادات والمحاولات وأحيانا خوض مالا ترغبه النفس وتحبه في سبيل تحقيق الهدف النهائي .

ثق أن العمر والوقت والشكل واللون والدين والجنس ليست ذات قيمة في عمومها , هي مجرد مكونات للشخص لكي يتم تمييزه ومعرفته ويطمئن لها عقله حتى يكون له شخصية في حياته اليومية . ولكن ما يقوم به في لحظته وحاضره وما يعمل عليه من ماضيه لتحقيق مستقبله بناء على وقته الآن هو ما سيحدث تراكما طبقات تعلو بعض حتى يرى نورا  إن كان ما يعمل جيدا أو ظلاما وخيبة أمل في الاتجاه المعاكس .

للحياة أركان وقوانين .. لا تفرق بين الصالح والطالح .. تعمل ومستمرة في عملها .. المصنع سيعمل سواء كان ينتج حلوى أو حبوبا مخدرة ..

أنت من يتحكم في وضع المادة .. ولا تستعجل النتائج .. فكل شيء سيحدث في وقته المناسب متى ما وصل التراكم ذروته واخترت أنت وقت إعلان المحصول .

الوقت كما ذكرت لا يهم .. قد يكون عند البعض كما نعتقد سريعا وعند الآخر بطيئا .. السبب يعود في فهم أنسب طريقة لعمل قانون التراكم .. العمل بذكاء والتفكير بنباهة وليس بجهد أكثر وتعب .

المسافة بين النقطتين ألف وباء مسافة تحتمل احتمالات لا نهائية من طرق التوصيل أقصرها الطريق المستقيم وبالعادة الأغلب لا يعمل باء حين ينطلق من ألف والبعض يعلم أين مكان النقطة باء ولكنه لم يتعلم الرسم ليمضي بشكل مستقيم ..

كلها خياراتنا .. نمضي فيها بكامل إراداتنا .. ونعلم حسنها وسوؤها من مشاعرنا ونتائجنا .. ونتحسس القبول والانتهاء إلهاما وتنبؤا وإدراكا .

لا تركض إطلاقا .. ولا تقارن ذاتك مع أحد .. ولا تهم كثيرا .. المهم أن تدرك جيدا ما يجب عليك فعله وكلنا ندرك ذلك بامتياز وقلة منا يعمل ما يعلم أنه الصحيح ..

نقطة أخيرة :

ثق تماما أن ما أنت فيه الآن من صحة أو مرض ، سعادة أو حزن ، قلق أو طمأنينة ، اكتئاب أو تفاؤل ، نجاح أم فشل ، كل صور التناقضات العقلية وكل حالات المشاعر التي أنت فيها الآن وتغلب مسار يومك وحياتك ليست إلا نتائج تراكمات ما .. إن عرفتها وأدركت ذلك جيدا فأنت تملك أحد شفرات الحياة المهمة .



بالتوفيق ..