العمل التطوعي ميدان فسيح لممارسة الخيرية لدى البشر بدون قيود أو حواجز مما يفتح باب للاجتهادات بدون خبرة سابقة أو أنظمة قائمة يلتزم بها المتطوع في أغلب الأوقات...
ومن خلال المشاهدات التي عشناها في العمل الخيري مع المتطوعين وجدنا أن الحاجة ماسة إلى ميثاق أخلاقي يحدد الاطار العام الذي يلتزم به المتطوع أثناء عطاءه...
ومنها على سبيل المثال لا الحصر الالتزام كقيمة و خلق متطلب في ادارة أي عمل بصورة احترافية فالتطوع لا يعني التسيب.
وحيث أن العمل الخيري يخدم كثير من أصحاب الحاجة الذين تنكشف تفاصيل خاصة عن حياتهم مما يستوجب الحفاظ على سرية معلوماتهم وعدم استغلال حاجتهم لمصالح شخصية (أو حتى باستهتار) بهدف مساعدتهم لذا فإن احترام الخصوصية من الواجبات والقيم الأخلاقية العليا في العمل التطوعي .
في ظل التعاطف الانساني من كثير من الناس مع اوضاع المسلمين والكوارث والأزمات المنتشرة حركت لديهم النزول للميدان بدون تأهيل مناسب والعمل مع الجمعيات الخيرية والمجتمعية ولم يتبق لنا في هذه الظروف الصعبة إلا التركيز أكثر على القيم الأخلاقية لان مرحلة التأهيل الاداري والفني ستأخذ وقت أطول بينما التذكير بالقيم والحفاظ عليها يتطلب جهد اقل ولكن بطرق تربوية معاصرة.
إن بناء معايير في العمل التطوعي أصبح من أهم المشاريع الاستراتيجية التي يحتاجها القطاع الخيري. كيف لا وهو يمثل المعايير الأولى في اختيار الأفراد للعمل في شركات القطاع الخاص حيث يطورون اختبارات تساعدهم في اكتشاف القيم الشخصية للتأكد من تماشيها مع قيم المؤسسة ومن ضمن المبادئ التي يذكرونها في هذا السياق اختر صاحب القيم و درب على المهارات حيث أن القيم تفصل بين الحق والباطل وبين الخير والشر بينما المهارات تحدد سرعة الإنجاز ومستوى النجاح.
العمليات وإدارة الأهداف وغيرها من أساليب الإدارة بالقيم والتي تفتح الباب وتعيد الطرفين للسير بأمان لباقي المهارات المطلوبة لتحقيق الأهداف المرجوة.
و لذا أصبحت الإدارة بالقيم النموذج الأول في تحسين أداء الأفراد والمؤسسات حيث أن الشركات جربت إدارة
العمليات و إدارة الأهداف و غيرها من أساليب الإدارة و لم يجدوا أفضل من الإدارة بالقيم و التي تفتح الباب و تعيد الطرفين للسير بأمان لباقي المهارات المطلوبة و لتحقيق الأهداف المرجوة.
إن العمل التطوعي أكثر حاجة للقيم الأخلاقية في ظل عدم وجود ضوابط مهنية ومحفزات دائمة للمواصلة في العطاء في كثير من الأوقات ويبقى المحرك الأول للمتطوع هي قيم السماء حيث تلهم بالصبر على التحديات التي يواجهها أثناء العطاء ولا يشوش على المبادرين إلا الخلاف بين العاملين والتجاوزات الغير أخلاقية لدى البعض مما تعيق فريق العمل ويضيع الجهد والبركة.
و أخيراً نحتاج أن نجعل قدوتنا في بناء القيم رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، ليكون قدوتنا في اقتفاء القيم.