لا أعلم، لماذا احمّل نفسي كل هذه التبِعات؟
ماذا لو تبدد كل هذا الغموض؟
ماذا لو ثقبت ظلام الشك بشوكة اليقين؟
قلبي لم يُشقِني يوماً ، أشقاني عقلي!
لماذا كل هذه الرتابه والدقه في قياس الأمور؟
هل يجب أن يكون كل شيء منظماً؟
هل يجب أن نجلس على رصيف الانتظار، طويلاً، منتظرين عاقبة الأحداث أن تأتي!
أنا لا أفهم أن يكون المرء محباً لنفسه لدرجة "فطامها" عمّا تحب ، وفِي ذات الوقت/ يؤلمها بطول الأمل، من غير وضوح.
أحب الله كثيرا، وادعوه كثيرا، وأعلم ان هذا الحب هو رأس مالي، ولا أعتقد ان الله سيدعُني هكذا، على قارعة الطريق، أبداً.. ولم أشكّ في إعتقادي هذا يوماً
لكنّ أخوف ما أخافه، ألّا أفهم مالمطلوب فعله، أن لا أفرّق بين إغتنام الفرصه فيما يُرضي الله وبين تركها لوجهه ، أن أفقد قدرتي على التمييز!
دعوت الله ذات ليلة، وبعد تفكير مُتعِب
أن يُريني شيئا واضحا ، أن يخبرني بما يتوجّب علي فعله ، أن يُنهي كل هذا لأني لا أتحمله ..
استيقظت من نوم ليلتي تلك، الساعه السادسة صباحاً،
حملت حقائبي، وفي طريق عودتي للمنزل، و بنعاسٍ يجعلني لا اريد شيئا سوى ان اكون في سريري ..
تتعلق عيني على جداريّة كُتبت حديثا ، -فذاك الجدار لم يحمل يوما كلاما ذا معنى-
كان المكتوب يتكلم حرفياً/وحرفياً/وحرفياً ، عمّا اشغلني
لا أبالغ ، وبصيغة الأمر حتى!
لم أستوعب الأمر
ولم أستوعب أن يكون سريعا هكذا ..
ومن بعد ماحدث ،
لم أقم بما أمرت به تلك الجداريّه ،
لأني ذكرت آنفا .. وبكل أسى ،
“قلبي لم يُشقِني ، أشقاني عقلي!"
الآن، أمرّ بشكل شبه يومي على تلك الكلمات ،
أتجاهلها حيناً، وحيناً أقرؤها.. وأضحك!
.