قال تعالى في

*سورة عبس*

🌹 : ((يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ 34 وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ 35 وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ 36)) .

وقال تعالى في

*سورة المعارج*

🌹 : ((يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ 11

🌹 وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ 12

🌹وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْويهِ 13 🌹وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنجِيهِ 14)) .

📢فلاحظ أن هذا الترتيب في الأهل يتناسب مع سياق الآيات في السورتين

. وإليك بيان ذلك :

بدأ في سورة *(عبس)*

بذكر

الأخ ◀فالأم◀ فالأب◀ فالصاحبة ◀ثم الأبناء في الأخير

. وفي سورة *(المعارج)*

على عكس ذلك

◀، فقد بدأ بالأبناء◀ فالصاحبة ◀فالأخ◀ فالفصيلة ◀ثم انتهى بأهل الأرض أجمعين .

📢وسبب ذلك والله أعلم

أن المقام في *(عبس)*

✳ مقام الفرار والهرب ، قال تعالى

🌹: ((يوم يفرّ المرء)) ،

🎍والإنسان يفرّ من الأباعد أولاً

، ثم ينتهي بألصق الناس به وأقربهم إليه ،

⚡ فيكونون آخر من يفرّ منهم .

📝 والأخ أبعد المذكورين في الآية من المرء .

📝 وأن ألصقهم به زوجه وأبناؤه ،

📌فنحن ملتصقون في حياتنا بأزواجنا وأبنائنا

🔺أكثر من التصاقنا بإخواننا وآبائنا وأمهاتنا

🎋. فقد تمرّ شهور بل ربما أعوام ونحن لا نرى إخواننا

🔺في حين نأوي كل يوم إلى أزواجنا وأبنائنا .

🔺والإنسان قد يترك أمه وأباه ليعيش مع زوجه وأبنائه

وهو ألصق بأبنائه من زوجه ،

🔺فقد يفارق زوجه ويسرحها

🚫ولكن لا يترك ابنه .

📢 فالأبناء آخر من يفرّ منهم المرء ويهرب .

📢وهكذا رتّب المذكورين في الفرار بحسب العلاقات،

🔺فأقواهم به علاقة

هو آخر من يفرّ منه ،

فبدأ بالأخ ◀ثم الأم◀ ثم الأب .

📌 وقدّم الأم على الأب ،⁉⁉

⚡ذلك أن الأب أقدر على النصر والمعاونة من الأم

⚡، وهو أقدر منها على الإعانة في الرأي والمشورة ،

⚡وأقدر منها على النفع والدفع .

🍄 فالأم في الغالب ضعيفة تحتاج غلى الإعانة بخلاف الأب .

*والإنسان هنا في موقف خوف وفرار وهرب*

. فهو أكثر التصاقاً في مثل هذه الظروف بالأب لحاجته إليه ،

↙ ولذا قدم الفرار من الأم على الفرار من الأب ،

↙ وقدم الفرار من الأب على الفرار من الزوجة ،

✳ لمكانة الزوجة من قلب الرجل وشدّة علاقته بها

📝، فهي حافظة سرّه وشريكته في حياته

📝، ثم ذكر الفرار من الأبناء في آخر المطاف

✳، ذلك لأنه ألصق بهم وهم مرجوون لنصرته ودفع السوء عنه أكثر من كل المذكورين .

📢هذا هو السياق في (عبس) سياق الفرار من المعارف وأصحاب العلائق أجمعين للخلو إلى النفس ، فإن لكل امريء شأناً يشغله وهمّاً يغنيه .📢

أما السياق في سورة *(المعارج)*

، فهو مختلف عما في

*(عبس)*

ذلك أنه مشهد من مشاهد العذاب الذي لا يطاق

📌، فقد جيء بالمجرم ، ليقذف به في هذا الجحيم المستعر ،

📌وهذا المجرم يودّ النجاة بكل سبيل

📌 ولو أدى ذلك إلى أن يبدأ بابنه

📌، فيضعه في دركات لظى .

↙فرتب المذكورين ترتيباً آخر يقتضيه السياق ،

◀ وهو البدء بالأقرب إلى القلب والأعلق بالنفس

📌 فيفتدي به فضلاً عن الآخرين .

📢وإن البدء بأقرب الناس وأحبهم إلى هذا المجرم وألصقهم بقلبه ليفتدي به

📌، يدلّ على أن العذاب فوق التصوّر

📌، وهوله أبعد من الخيال ،

🔺بحيث جعله يبدأ باقرب الناس إليه

🔺 ، وأن يتخلّى عن كل مساومة

🔺 ، فيبدأ يفدي نفسه ◀بالأقرب إلى قلبه◀ ثم الأبعد لذا

↙بدأ ببنيه أعز ما عنده ثم صاحبته وأخيه ثم فصيلته ثم من في الأرض جميعاً

📢والملاحظ أنه في حالة الفداء هذه

🚫🚫 لم يذكر الأم والأب

✳وهذا لأن الله تعالى أمر بإكرام الأب والأم

ويمنع الإفتداء بالأم أو الأب من العذاب

✳✳ إكراماً لهما.