بسم الله الرحمن الرحيم
والحمدلله والصلاة والسلام على رسول، أما بعد
اليوم القضيّة الفلسطينية طُرِحَت بعدمّا هُمِّشَت وذُكِرت بعدما نُسِيت أو أُنسِيَت، ولكن لَيْتَها لم تُطرَح ولم تُذكَر؛ فبعدَ انتظار دامَ 60 سنة لنُصرة من أمة إسلامية تاريخها مجيد حافل بالانتصارات والفتوحات، بعد انتظار لسنين كان فيها قتل لأُم وطفل وتهجير أُسَر واغتصاب فتيات وقهر رجال، بعد انتظار لسنين كان فيها كل ما يمكن أن يقال عنه "إرهاب"، في ظل - لن أقول "جمود أو سكوت" - (دعم) عربي ..
أطلب منك قراءة ما في قادم السطور بدافع الإسلام أولاً، ثم العقل - لا العاطفة - ثانياً، وبتركيز أخيراً.
سنمرّ مرورا سريعا يحكي باختصار شديد ما حصل - بإذن الله -.
المسلمين حكموا أرض فلسطين أكثر من 1100 عام.
عام 1878م كان عدد سكان فلسطين 460 ألف نسمة
85% مسلمين - 12% مسحيين - 3% يهود وكانوا يعيشون
بسلام وتناغم تحت الحكم الإسلامي العثماني.
في هذا التاريخ 1787م بدأت ملامح القضية تظهر،
ولكن لظهور هذه القضية سبب وهو أن القوميّة الأوروبية
بدأت تزيد في أوروبا ممّا سبب اضطهاد اليهود هناك إذ كانوا شتّى يسكنون دول متفرّقة.
فكتب (ثيودور هرتزل 1886م - 1906م)
كتابا سمّاه "الدولة اليهودية" بعد ما رآه من إذلال لليهود، فأسس
الحركة الصهيونية وهو صاحب الفِكر الصهيوني والذي هو:
إنشاء دولة يهوديّة لهم وحدهم بأي وسيلة كانت وبلا اهتمام
لمصير من في الأرض.
أقيمت مؤتمرات لدعم الحركة الصهيونية وجمع التبرعات،
رفض تجّار اليهود الفكرة ولم يتبرّعوا إذ أنها عُرضت عليهم
من الجانب الصهيوني ولم تُعرض عليهم من الجانب الديني!
إذ أنهم يقولون أن المسيح المُخلّص سينزل في أرض فلسطين
ليُنقذ اليهود وينصرهم ويُدخلهم الجنة! فكما يعلم المُطّلعين
أن اليهود يعتبرون أنفسهم هم الإنس وغير ليسوا كذلك
وأنهم ما خُلِقوا إلا لخدمة اليهود! خسئوا والله ..
في هذه المؤتمرات تم اقتراح عدّة بقع لإنشاء وطن اليهود وهي:
الأرجنتين - أوغندا - فلسطين - موزنبيق ، تم اختيار فلسطين
للسبب الديني ولكي يُقنع الصهاينة أغنياء اليهود التبرع لحركتهم،
ودعمَ هذا القرار بريطانيا وأمريكا.
يُذكَر أن اليهود الصهاينة داخل أوروبا وأمريكا ضغطوا على
حكوماتهم لدعم قضيتهم، وهذا ما أراده الأوروبيّون وهو التخلّص من اليهود.
هاجر اليهود لفلسطين في 6 هجرات رئيسيّة وكانت في أوقات متفاوتة،
وكلّ هجرة كانت منظَّمة وتمتد لأعوام، والمهاجرين كانوا يهود فقط ومُحمّلين بالفكر الصهيوني الآنف ذِكْره.
- الهجرة الأولى من 1882م إلى 1903م
وكان مجموع المهاجرين 25 الف يهودي صهيوني،
فأصبحت نسبة اليهود 5% والعرب 95%.
- سنة 1891م احتج الوُجهاء من الشعب الفلسطيني للدولة العُثمانية
آنذاك بسبب هجرة اليهود؛ اذ أنه مع ازدياد أعدادهم بهذه الوتيرة العالية زادت المشاكل على مصادر الرزق والسكن والغذاء، لكن الهجرة لم تتوقف.
لابد من معرفة أن هذه المحنة وما حصل كان من أكبر أسبابه هو
الخيانة من داخل هذه الأمة، ولتعلم أننا خير أمة، وهذه الأمة
لا يمكن أن تُؤتى من الخارج ولكن قد تُؤتى من داخلها، وهذا ما
حصل ويحصل في هذه القضيّة أو غيرها ..
وبُنِيَت مستوطنات لليهود في فلسطين نتيجة الدعم.
والمستوطنات هي بيوت ومحلات وأراضي ومزارع في مكان معيّن.
- الهجرة الثانية من 1904م إلى 1914م
وكان مجموع المهاجرين 40 ألف يهودي صهيوني،
زادت نسبة اليهود في فلسطين لتكون 8%.
- سنة 1916م مع ضَعف الدولة العثمانية، وخلال الحرب
العالمية الأولى، تقاسمت فرنسا وبريطانيا بلاد الشام،
حسب اتّفاقية "سايكس بيكو".
- سنة 1917م أعطى وزير الخارجية البريطاني (بلفور 1848م - 1930)
وعدا سرّيا لليهود يقتضي مساعدتهم في إنشاء وطن قومي لهم في
فلسطين وأيضا تسهيل الهجرات الكبيرة داخلها، أيّدت أمريكا هذا الوعد!
وهذا الوعد هو: إعطاء ما لا يملك لمن لا يستحق.
* قبل شهر من الآن أقامت بريطانيا مؤتمرا تفتخر فيه بمناسبة مرور
100 عام على وعد بلفور ...
أُقيمت مؤتمرات ترفض وعد بلفور، ومن المحتمل أن من أقامها
هو من سهّل تنفيذ هذا الوعد وخان الأمة.
- سنة 1920م سيطرت بريطانيا على فلسطين بموجب
اتفاقية سان ريمو، تسمى هذه السيطرة انتداب أو احتلال.
- الهجرة الثالثة من 1919م إلى 1923م
عدد المهاجرين 35 ألف يهودي صهيوني،
وارتفعت نسبة اليهود إلى 12%،
لكن مع ذلك لم يمتكلون إلا 3% من أرض فلسطين،
لكن بدأ بعد هذا سلب أراضي الفلسطينيين من قِبل
الحكومة البريطانية واعطائها لليهود الصهاينة.
وأقول هنا أين من يقول أن الفلسطينيين باعوا أراضيهم!
- سنة 1920م تأسست منظمة الهاقانا الصهيونيّة العسكرية،
كانت سرية وغير مشروعة، إلّا أنها لاقت دعم بريطانيا بالسلاح
وغضّ الطرف عن نشاطاتها، بينما كان أي عربي يملك سلاحا
في مزرعته أو بيته تتم مصادرته.
- سنة 1920م بدأت ثورة سُميت النبي موسى - عليه السلام -
- سنة 1920م شَهِدَت مدينة يافا ثورة استشهد على اثرها
157 فلسطينيّا وقُتل 46 يهوديا.
- سنة 1922م تأسس المجلس الإسلامي الأعلى بقيادة الحاج
أمين الحسيني. مفتي القدس.
ويُذكر هنا أنها تم تحويل مسميات من القضيّة الإسلامية الفلسطينيّة
إلى القضية العربيّة الفلسطينيّة إلى القضيّة الفلسطينيّة،
وهذا جعل الإهتمام لفلسطين من العرب فقط وكان من المُفترض أن
يكون إسلاميّا، ثم صارت قضيّة الفلسطينيين وحدهم!
- الهجرة الرابعة من 1924م إلى 1931م
عدد من هاجر 78 الف صهيوني يهودي، وصلت نسبة اليهود 17%.
- سنة 1929م قامت ثورة البراق
استُشهد فيها 116 فلسطينيّا وقُتل 133 يهودي.
- الهجرة الخامسة من 1932م - 1939م
عدد من هاجر 225 ألف يهودي صهيوني!
لتكون نسبة اليهود عام 1944م 30% من سكان فلسطين.
سنة 1933م قامت مظاهرة القدس الكبرى، انطلقت بعد صلاة
الجمعة في القدس ويافا وغيرها وقُمعت من قوّات الاحتلال
البريطاني بعنف، واستشهد 35 فلسطينيا من القدس ويافا وحدهما.
- الثورة الفلسطينيّة الكبرى من 1936م إلى 1939م
كانت المطالب:
- وقف هجرة الصهاينة
- منع نقل ملكية الأراضي العربية لليهود
- إنشاء حكومة وطنيّة
وتُعد هذه الثورة هي الأكبر، واُضرب خلالها عن العمل لمدة 6 أشهر.
وأُقيمت خلالها لجنة بِيل (PEEL) أوصت بإنشاء دولة يهوديّة
ودولة عربية مع بقاء القدس تحت سيطرة بريطانيا!
على أن يُهجّر الفلسطينيون العرب من الدولة اليهودية!
في ذلك الوقت اليهود كانوا يملكون 5.5% من فلسطين
لكن لجنة بِيل اقترحت أن تكون 33% من أرض فلسطين لليهود،
فرفض الفلسطينيون مقترح اللجنة ولم يُنَفّذ.
وفي فترة الثورة سنة 1939م أصدرت بريطانيا الكتاب الأبيض
والذي يحظر اليهود من الهجرة لخمس سنين، وعَرض الاستقلال
للفلسطينيين خلال 10 سنوات، فرفض الصهاينة هذا الطلب.
- شنّت على فترات متعددة العصابات التي تفرعت من منظمة
الهاقانا السالف ذكرها هجمات على الحكومة البريطانية والشعب الفلسطيني؛ للضغط عليها لتنسحب من فلسطين؛ لتُأسس الدولة الصهيونية.
ومن أبرز هذه الهجمات:
- تفجير فندق الملك داوود والذي كان
مركز الحكومة البريطانية سنة 1946م.
- مذبحة دير ياسين سنة 1948م.
- الهجرة السادسة من 1940م إلى 1948م
عدد المهاجرين 118 ألف يهودي صهيوني،
وصلة نسبة اليهود لـ 31% ولم يملكوا إلا 8.8 من أرض فلسطين.
- سنة 1947م قررت بريطانيا الانسحاب وطلبت من
الأمم المتحدة تقديم توصياتها، فعقدت جلسة طارئة تقترح
تقسيم فلسطين مشهور بـ قرار 181.
نص القرار على تقسيم فلسطين لدولة عربية وصهيونية وتبقى
القدس تحت إدارة دولية، دُعم هذا القرار من الأمم المتحدة
والاتحاد السوفييتي وأمريكا وغيرها، وكانت هناك دُول تمت رشوتها
لتصوّت بنعم لهذا القرار وأخرى تم إجبارها، وهذا فُضح نتيجة
التسريبيات الشهيرة (ويكيليكس) أو من نفس القائمين على الدولة كدولة الفلبين.
سنة 1947م - في وقت اتخاذ القرار - لم يكن اليهود يملكون
إلا 8.8% من فلسطين، بينما اعطى القرار 56.5% من أرض
فلسطين لليهود، ورفض العرب والفلسطينيون قرار التقسيم.
- لم يُنفّذ القرار وها قد بدأت رائحة الحرب تفوح، فأعلنت
الهاقانا التعبة الشامة وكل يهودي عمره ما بين 17 و 25 سنة
يُسجّل في الخدمة العسكرية.
- نظّمت الجامعة العربية جيشا سمّي جيش "الإنقاذ"
عدد الجيش 24 ألف، وكان قادة بعض ألويته إنجليز!
وهذه من مظاهر الخيانة، وبينما كانت أسلحتهم بدائية جدا.
- نظّم الصهاينة جيشهم وكان عدده 70 ألفا بكامل جاهزيتهم
وأفضل الأسلحة نتيجة الدعم البريطاني.
- سنة 1948م بدأت بريطانيا بالانسحاب ليلا، وكانوا قبل
مغادرتهم مقرّاتهم العسكرية ينتظرون الصهاينة ليحلّو مكانهم،
فما كان من الصهاينة إلا أن استعدّوا بعدّة البريطانيين.
- اندلعت الحرب سنة 1948م بين العرب والصهاينة وما صار
إلا ما قد تُوُقّع ، هُزم المسلمون العرب.
- نتائج "حرب 48":
احتلّ الصهاينة 78% من أرض فلسطين وأقاموا دولة اسرائيل عليها!،
من احتلالهم 8.8% فقط من أرض فلسطين قبل الحرب إلى 78% منها.
اعترفت أمريكا فورًا بدولة اسرائيل الجديدة.
راح ضحيتها 15 ألف قتيل عربي وفلسطيني.
اكثر من 50 مذبحة "موثّقة" نُفذت في الشعب الفلسطيني،
46 منها كانت خلال شهرين فقط.
أكثر من 531 قرية ومدينة طُهّرت عرقياً،
كان في فلسطين أكثر من 1.300.00 نسمة تم طرد أكثر من 780.000 منهم.
بقي من فلسطين الضفة الغربية وكانت تحت حُكم الأردن،
وقطاع غزة وكان تحت حكم مصر، والجزء الشرقي من القدس
والذي فيه المسجد الأقْصى وكان تحت حكم المسملين، وهذا حتى عام 1967م ..
سنة 1949م اعترفت الأمم المتحدة بدولة اسرائيل،
أي بعدها بعدة أشهر فقط!.
تٌسمّى حرب 1948م بحرب "النكبة".
خلال عشر سنوات من بعد الحرب هاجر لإسرائيل
أكثر من 850 ألف صهيوني يهودي.
- "حرب سنة 67م" - حرب الـ 6 أيام.
شنّ الصهاينة حربافي عام 1967م على الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس واحتلوا فلسطين كاملة، استُشهد عشرات الآلاف من الفلسطينيين ومثلهم جرحى، وتم اجبار أكثر من 500 ألف عربي من دياره، وهجم الصهاينة على سيناء في مصر ومرتفعات الجولان في سوريا ومزارع شبعا في سوريا وجزيرتي صنافير وتيران واحتلوهم، فأصبحت اسرائيل ثلاثة أضعاف حجمها قبل الحرب!
نتائج حرب 67:
بعد حرب 67م تنامى عدد المستوطنات في "الأراضي المحتلة"*
في الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان.
* "الأراضي المحتلة" مصطلح يُطلق على الأراضي التي اُحتلّت بعد حرب 67.
واحصائية تقول أنه منذ عام 1967م حتى عام 2009م
وصل عدد اليهود في الأراضي المُحتلة فقط الى 500 ألف.
احتلال المسجد الأقْصى في شرقي القدس واحكام السيطرة
بالكامل على مدينة القدس، وزيادة عدد المستوطنات
اليهوديّة فيها لتكون الأكثر، فأصبحت القدس مليئة باليهود.
سنة 1979م وقّعت مصر معاهدة سلام مع الكيان الصهيوني،
فاعترفت بدولة اسمها اسرائيل، بالمقابل اعادت اسرائيل سيناء لمصر
ولكن بشروط مجحفة منقوصة السيادة.
سنة 1980م و 1981م اصدر الكيان الصهيوني أن الضفة الغربية
والجولان والقدس الشرقي جزءا رسميا من دولة اسرائيل.
سُمّيت هذه الحرب "نكسة 67" على أمل أن تلحقها نهضة
تبيًن أنها نكبة أخرى، فبعد أن كان العرب يُطالبون
بإعادة الأراضي التي استحلّها الكيان الصهيوني في "نكبة 48"،
أصبحوا يفاوضون الكيان الصهيوني للانسحاب من الأراضي
التي احتلّها بعد "حرب 67".
- قرار الأمم المتحدة في أواخر سنة 1967م معروف بـ قرار 242.
يقضي هذا القرار بانسحاب اسرائيل من الأراضي التي احتلّتها،
في "حرب 67" ولم يُنفذ القرار حتى يومنا هذا ...
يذكر التاريخ :
- بريطانيا من أهم الجهات - إن لم تكن الأهم - التي ساعدت في تكوين دولة الصهاينة.
- 140 مليار دولار الدعم الأمريكي المباشر لدولة الكيان الصهيوني،
ويقول الاقتصادي الشهير "توماس ستوفر"
وهو أستاذ بجامعتي هارفرد وجورج تاون
أن امريكا تكلّفت للإبقاء على اسرائيل 3 ترليون دولار!...
الرقم رياضيّا (3.000.000.000.000)
- فرنسا أول من وقّع إنشاء أسلحة نووية مع الكيان الصهيوني،
واسرائيل تملك أكثر من 500 مفاعل نووي!.
- صور من مذبحة حصلت في حق الفلسطينيين من قِبَل
الكيان الصهيوني وهي مذبحة صبرا وشاتيلا،
حينما قتلوا ما يقارب 3000 آلاف أنسان "نحرًا" يا مسلمين،
وكانوا يقطعون رجليّ الطفل لكي لا يستطيع أن يركض
ثم يحرقونه أمام ناظريّ أمه بعد ذلك، وبنت الـ 9 سنين
تُغتَصب ويتناوب عليها الرجال حتّى تموت أو تُقتل.
ما أقول إلا ما قال أبو البقاء الرندي -رحمه الله-:
- يا ربَّ أمّ وطفلٍ حيلَ بينهما
كما تفرقَ أرواحٌ وأبدانُ
- وطفلةً مثل حسنِ الشمسِ إذ طلعت
كأنما هي ياقوتٌ ومرجانُ
- يقودُها العلجُ للمكروه مكرهةً
والعينُ باكيةُ والقلبُ حيرانُ
- لمثل هذا يذوب القلبُ من كمدٍ
إن كان في القلبِ إسلامٌ وإيمانُ.
- في السنوات القريبة:
هدموا أكثر من 72 ألف منزل على رؤوس أهلها.
شرّدوا مئات الآلاف من الناس.
قتلوا أكثر من 1000 طفل برصاص حي.
جرفوا البساتين والمزارع والمحاصيل.
هدموا المصانع والمحلات وكل مظاهر الحياة.
لم تسلم منهم المساجد ولا المصاحف دنّسوها وأحرقوها
هدموا المنابر بل جعلوا بعض المساجد بارات ومراقص
يمارسون فيها قذارتهم...
ثم يأتينا مسوخ يُطالبون بما طالبوا به بحجّة أن الصهاينة
لم يضرّوهم! كل ما حصل بإخواننا المسلمين وما ضرّك!
وحجّة آخر أن هناك أولويات وتحالف ضد الإرهاب،
أقول ماذا نسمّي ما قام به الصهاينة مع فلسطين!.
ما يُذكر الآن للتطبيع مع هؤلاء هو خيانة جديدة
للأمة الإسلامية، ولكن بإذن الله لن يصير.
ولابد لكل فرد مسلم عاقل أن يحمل همّ الأمة وأن لا يحمل أي هموم للدنيا وما فيها.
ختاماً
ليس لليهود حق تاريخي في فلسطين كما يزعم بعضهم
فكما تعرفون أن نبي الله ابراهيم - عليه السلام - أبونا وأبوهم
كان من أهل العراق، وقد خرج مهاجرا إلى الشام، فهو مهاجر
ووجد أهل الشام فيها، ثم بعد ذلك هاجر اسرائيل - عليه السلام -
وأولاده لمصر عند يوسف - عليه السلام - ؛ لأن الشام ليست أرضهم،
ومات اسرائيل وهو - يعقوب عليه السلام - فيها ومات أولاده
الاثنا عشر وهم الأسباط ثم بعد ذلك استضعفهم فرعون وأهانهم
وأنجاهم الله سبحانه وتعالى كما قال:
{وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ ۚ وَفِي ذَٰلِكُم بَلَاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ} [سورة البقرة/ 49].
فإن لم تملك ما تساعد وتدعم به معاناة أهل الشام ولو أن تحمل همّ نُصرتهم وتُحِس بمعاناتهم فصمتك مطلب.
اللهم عجّل بنصرك يا عزيز، وصل الله على نبينا محمد.
قلتُ يا أقصى سلاماً
قالَ هل عادَ صلاح
قلتُ لا إنّي حبيبٌ
يرتجي منكَ السماح
قالَ والدمعُ يفيضُ
هَدنّي طعنُ الرِماح
هَدنّي ظلمُ اليهودِ
والثرى أضحى مباح
قُدسنا أمست تُنادي
صوتها عمَّ البطاح
من تُراهُ سوفَ يأتِ
حاملاً طُهرَ الوشاح
...