نعم انا مع السيسي !! 

بحكم قراءاتي و مطالعتي للتاريخ علمت عن يقين انه ببساطة كلما سيأتي حاكم ليحكم هذه البلاد فإنه سيكون أقل كفائة مِن مَن سبقوه ، فلنرى منذ بداية فترة مصر الحديثة منذ حكم محمد على و كانت مصر في أوج قوتها اقتصاديا و عسكريا و انتشارا جغرافيا و لكنها طبعا لم تكن بقوة عهد عمرو بن العاص و لكن ما علينا ، ثم توالت الملوك تحكم فكان كل من يقوم بهذا العمل يكون اسوأ مِن مَن قبله ، حتى وصلنا إلى آخرهم الملك فاروق و الكل يترحم على ايام حكمه عندما يرى مجد بلدنا الحبيب مصر في زمنه رغم انه كان أقل الملوك الذين حكموا مصر بالحكم الملكي قوة.

ثم جاء عهد الحكم العسكري تحت المسمى الجمهوري ، بقيادة جمال عبدالناصر و ما كان من سلبيات النظام الجديد و قصوره و عدم وجود نجاحات حقيقية بدون ظهور سلبيات جانبية مدمرة ، مثلا السد العالي كان طفرة لكنه أثر على خصوبة الارض الزراعية بمصر ، لقد توجه للصناعات كالاسمنت و الحديد لكنه دمر مناطق و اصاب سكانها بامراض سرطانية لعدم وجود حكمة باختيار المكان و كأن القائمين على تنفيذ المشاريع في عهده كانوا خونة للبلاد و هدفهم الاول التدمير تحت غطاء التنمية .. ثم جاء محمد أنور السادات ، نعم لقد كان صاحب نصر اكتور الذي نتغنى به كل عام و نفخر به ، لكن ما آل اليه من اتفاقيات كامب ديفيد التني نعاني ويلاتها من تعاون مع اسرائيل في صفقات الغاز و ما الى ما تعرفونه جميعا من سلبيات آلت الى الاقتصاد المصري بسبب قرار الانفتاح الذي أدى على زيادة الطلب على العملات الاجنبية فانهارت امامه قيمة العملة في نفس الوقت التي دخلنا فيها فترة الصناعات بدون خبرات حقيقية تجعلنا نقوم بالصناعات بالتكلفة التي تسمح بمنافستها عالميا لتدخل السوق الدولي و تعيد قيمة العملة المحلية لمواجهة ازمة ارتفاع العملات الاجنبية منذ عهد الانفتاح. ثم نأتي الى فترة محمد حسني مبارك (نعم انا مازلت و لا ازال ضد اقامة ما يُسمى بثورة ضده - سمنِي فلول إن اردت لكني بكل بساطة ذو رأي حر و مفكر أرى و احلل) ، هذا الرجل الذي ظهرت في حقبته الدولة البوليسية بكل معانيها من تجاوزات و افتراءات ، لكني عالمستوى الشخصي لم اواجه أي من هذه السلبيات المزعومة - حتى إن كان منها حقيقي - فأنا مما اشاهده الان أكاد أن أوقن أن كل حالة كانت لها ملابساتها – تخيل لو أن زوجتك سُرقت و أمسكوا السارق ، هل ستطالب بالرفق به و معاملته معاملة آدمية أم انك ستثور غضبا و تود أن تمزقه إرباً باسنانك … كن صادق مع نفسك و لا تتدعي المثالية فإنك لن تخدعني.

عموما فإن هذه الفترة بلا منازع كانت فترة رخاء نوعا ما مقارنة بما سبقها من فترات في عهد الحكم العسكري و كانت مثال للأمن و نشاط قطاعات كثيرة أهمها السياحة و مع ذلك لا انفي سلبيات هذه الفترة.

ثم قامت ما تُسمى بثورة يناير 2011 لكنها كانت في بدايتها اظهرت معدن أصيل في طباع شبابنا من اهتمام و حب للبلد لا استطيع أن انكر ذلك .. أنا شخصيا كنت اقف سعيدا في اللجان الشعبية و فخور بدوري في حماية منطقتي التي كنت بها رغم الازمات في ذلك الوقت و غياب الامن تماما في تلك الفترة التي اطلقوا عليها فترة الانفلات الامني.

ثم توالت من بعد ذلك الانهيارات في مجتمعنا فبدأنا ننشق احزاب و افكار و ايدلوجيات مختلفة و متناقضة و متناحرة و اصبحنا فئات و بدأت اسمع مصطلحات جديدة لم اكن اسمعها من قبل و لم تكن في الاعتبار مثل مسلم و مسيحي ، علماني و اخواني و سلفي و ملحد ، و ما الى ذلك من الفروقات التي تم خلقها لتفتيت تماسك المجتمع.

ثم أتت فترة حكم جماعة الاخوان المتأسلمين و لست بحاجة للحديث عنها فهي كفيلة بذكرياتها في اذهانكم الى الآن أن تحدثكم عن ما آلت اليه البلد من افكار عنصرية.

و اﻵن في عهد عبدالفتاح السيسي ، نكون وصلنا بحالنا الاقتصادي و الامني الى اسوأ ما ممرنا به و كما ظهر في العرض المبسط للاحداث الزمنية و ما الى ذلك في العهود السابقة نتأكد انه عند رحيل عدالفتاح السيسي – إذا رحل – سنكون على اعتاب الدخول الى مرحلة أسوأ من العهود السابقة ﻷنها أصبحت قانونا و كأن كتب على هذه البلاد أن تشقى إلى يوم الدين. فقد أكون متفق مع بعض السياسات التي يتخذها و قد أكون معترض ، فأنه في النهاية بشر يصيب و يخطئ لكن انا على يقين انه عندما يرحل في يوم ما … فأنا على انتظار أن يأتي الاسوأ ليس عدم ايمان بالله لا قدر الله .. و لكنه اصبح كأنه قانونا ان كل ما هو قادم اسوأ إلى أن يأتي عيسى عليه السلام و ينتشلنا من هذا مع المهدي المنتظر.


و شكرا لصبركم و قرائتكم .. عبدالعزيز مبروك.