قمة الخيال الواقعي 2017

 

الخيالُ منحةٌ ربانية جليلة، لا يكاد يمر بنا يوم دون أن نمتطي صهوتَهُ .

منَّا من يبذلُ قصارى جهده إلى أن يُحقق الخيال ، و منَّا من سيظل ضيفَ شرفٍ يجلسُ على أولى مقاعد المنصة ، يشهدُ تكريم خيالاتنا المتحققة و ينوح وجداً على خيالاته ، قائلا لو ..

لم يكن بالحسبان أن أجلسَ أمام حاسوبيَ المحمول كي أحضر بثّاً مباشرة لأحداث قمة عالمية كان من الصعب على أحدنا يوماً أن يخطر بباله أن يكون هناك، أو ربما تمنى ذلك ، فقد اعتدنا على أن نشاهدهم تلفازياً تحفهم هيبة المكان و دقة التنظيم و يسود جوهم الرسمية و التبجيل لأصحاب السمو الحاضرين ، باختصار الطبقة العليا و المسؤولون و ذوو الشأن فقط هناك يكون متواجداً و بالكاد موظف طموح أو موظف رشحته مؤسسته للحضور فحضر مجبراً على مضض .

و قد يدورُ في خلدك ذاك الخيال لم لا أكون أحد الحاضرين ؟!

اليوم و مع التطور التكنولوجي تستطيع أن تكون بينهم ، وفي غضون دقائق .

ادخل القاعة بحريةٍ تامة لتحضر وقائع المؤتمر المنعقد أو الجلسة الحوارية بين المذيع و المحاورين الأفذاد.

اليوم ، لا يمنعنا عن الحضور و المشاركة و التفاعل إلا خمول خيالنا الراكد فقط.

فقد انطلق العلماء و الخُبراء يطورون و يكتشفون و يبتكرون كي يستحثونا على أن نطلق لخيالنا العنان فالخيال في نظرهم حتماً واقع لا مناص من ذلك ، مادام قد تشكل و تبلور في أذهاننا و مرَّ يختال في خواطرنا ، و خاصةً في دولة كدولة الإمارات العربية المتحدة .

أجل ، كان سيمر المانشيت عليَّ مرور الكرام ، كنتُ أتأمله و أتخيل لو أنني أحضر هذه القمة .. آهـ

و نسيتُ أننا في دولة التحدي.

للتسجيل زر الموقع التالي:

مازال الخيال يخيم و تحاصره الظروف كيف و لماذا و من ، و كل الأفكار التي تحجم الراغب عن رغبته ، لكن كنتُ ماضية في عزمي فإذا بالموقع فيه بند للتسجيل بالبث المباشر !

الإصرار رغبةُ طموحة لابد و أن تظل متوقده في ذهنك ، بادر ، ابحث ، تقصى و اسأل ، ستجد ضالتك بطريقة أخرى .

حتى لو كان يسيراً ما وجدت ، لكنك حقيقة قد وجدته !

يومين من المتعة في حضور قمة المعرفة عبر البث الرقمي ، و استفادة جمة نغبطُ عليها !

ليسنا نحن فقط أبناء الإمارات من شارك بالحضور عبر البث المباشر ، بل هناك من كل أصقاع الدنيا زاروا الموقع مباشرة فور البث و حضروا فعالياته و حوارات المفكرين و المبدعين !

جميل أن تشهد الحدث بكل تفاصيله ، أفكاره و أفكار المشاركين من العلماء و الخبراء و المخططين و بكل مفاجآته التي تشعر أنك سبقت غيرك في إبلاغها إياه  .

إن خبراً بل مفاجأة العالم بأن روبوتاً سيكون سفيراً للمعرفة لخبرُ استباقي تتعطشه وكالات الأنباء . يجيء إليك على طبقٍ من ذهب عبر رموزٍ رقمية تبثها شاشة حاسوبك .

أيُ خيالٍ هذا الذي سنظل ندثره بدثار المستحيل !

هنيئاً لنا هذه الدولة ، و هنيئاَ للعالمِ ميلادها المجيد ، و هنيئاً للعقول القاهرة للمستحيل و للعقول المقدرة لها .

 

بقلم / رقية سالم الكعبي