الحب والموده
لعلك لاحظت قارئي الكريم ان لكل رغبة تنبع من داخلك قيمة معينه
وكل قيمة من قيمك النفسيه او السلوكيه لها ما يملأها ويكافئها
فكما خلق الله الجوع خلق الطعام
وكما خلق الله الشهوه خلق الزواج
وكما خلق الله التعب والاجهاد والسعي خلق الراحة والسكون
وكما خلق النهار خلق كذالك الليل
فكل رغبة تبع من داخلك يوجد ما يوازنها ويكافئها ويملأ تلك الرغبه تماما
ان هذا من اسياسيات الكون وقوانينه
ولنبدأ سريعا موضوعنا .....تدبر معي
لابد ان ندرك ان كل منا نصف او بمعني ادق فرد وهذا يوجب ان تكون في احتياج للفرد الاخر
ومن هنا تتولد رغبة في كل جنس في الجنس الاخر المضاد
سنوضح هذا بمثال رائع
ماذا يحدث عندما يجوع الشخص (فراغ المعده ) ؟؟
بالتاكيد يسرع الي الطعام (امتلاء المعده )
ما حدث هنا هو تجاذب بين الفراغ والامتلاء وهو ما ولد الاحساس بالجوع
فالفراغ قيمة سلبيه والامتلاء قيمة ايجابيه وتجاذبهما يولد الرغبه .....
تعالي نسقط هذا علي واقعنا .....
الذكر يتمتع بقيم معينه
والانثي تتمتع بقيم مضاده تماما
وتجاذب تلك القيم المتضاده هو ما يولد الرغبه في الجنس الاخر ...
وكما قلنا سابقنا هناك لكل رغبة ما يملأها تماما ويكافئها
والسؤال الان .....هل الحب يكفي لاشباع الرغبه في الجنس الاخر ؟؟؟
والجواب المقتول بحثا ....لا
اذا ما هو الشئ الذي يشبع تلك الرغبه تماما ؟؟؟
انها الموده
ان الحب ليس متولدا الا من الاحتياج والنقص اما المودة هي فهي متولدة من تضاد القيم بين الجنسين
فنقص الشئ عندك يقتضي محبته ومحبة الشخص المتمع به
ولكن وجود الشئ عندك بقدر يكمل نفس الشئ عند الشخص الاخر يولد الموده
وبالتالي المودة اقوي واثبت
ركز معايا......
الحب احساس مصطنع تصنعه النفس وقد يصدقه العقل او يكذبه
اما الموده فهي احساس فطري النفس والعقل مجبولين علي التسليم له رغما عن ارادتهم بل ان الارادة نفسها تتبع الموده
............
الحب احساس متولد عن سبب وهو الضعف والاحتياج
اما المودة فهي شعور من غير سبب معروف او ملموس
..................
الحب يسهل التحكم فيه وبمقدور الانسان
اما المودة فهي ليست بيد الشخص وانما هي فطريه
..................
الحب احساس مؤقت ينتهي بانتهاء الحاجه
اما الموده فهي احساس دائم بدوام العلاقة بين الزوجين
................
الحب يحدث بين اي اثنين
اما الموده لا تحدث الا بين الزوجين
بمعني ان المودة خلقت لتجمع بين اثنين اختارهم القدر ان يكونو زوجين
ويكفي هذا تفريقا
...............
الحب قد يحمل الاذي ويقود اليه .....
اما المودة فهي مختصة بالخير والافضليه
تدبر هذه الايات وتعلم ..
قال الله ( ومن آياته ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنو اليها وجعل بينكم مودة ورحمه )
المودة تكون بين الزوجين
طبعا الايه فيها تفصيل كبير وفيما بعد قد نفرد مجموعة مقالات عن الرحمه والسكن وعن الزواج .............
وهنا مثالا رائعا عندما تفتقد امرأة العزيز المودة في الزواج .....وذهبت تبحث عن الحب في يوسف عليه السلام
قال تعالي (وقال نسوة في المدينة إمرات العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا )
فكان رد النسوة علي هذه الحاله (انا لنراها في ضلال مبين )
الحب بهذا المعني ضلال
ملحوظه إمرات العزيز لم تكن متزوجه لهذا افتقدت احساس الموده
العزيز لم يكن زوجا ......(مقال مستقل قريبا )
وهنا سنتطرق لموضوع مهم وهو ما فائدة الحب.
الحب لا يوجه ابدا للجنس الاخر وانما الحب احساس يوجه الي كل الناس عموما بدرجات متفاوته ولكن لابد ان تكون الدرجة الاعلي من الحب
لله عز وجل
انظر ( ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والذين ءامنو اشد حبا لله ولو يري الذين ظلمو اذ يرون العذاب ان القوة لله جميعا وان الله شديد العذاب )
اذا كان الحب لغير الله اعلي فحتما سوف تري العذاب لتعلم ان القوة كلها بيد الله
ومن هنا ندرك ان الحب احساس متولد من الضعف ..
وبالتالي.....فانك اذا اردت ان تحيا حياة مستقرة هنيئة طيبه
فلابد ان تحياها كما امرك الله وكما ورد في كتابه
وربما قريبا في مقال جديد نوضح كيفية تفعيل المودة في الحياة الزوجيه
وكيفية الوصل اليها .........
واخيرا المودة ليست موجودة الا بالزواج فلا تكلف نفسك عناء البحث
فان الحب لن يشبع رغباتك
فقط هي المودة ستفعل .
اسأل الله ان يعلمنا من اسرار الكتاب
وان يهدينا الي سبل الحياة الطيبه
#شاهر_الازهري