أشتاق لها رغم وجودي معها.. ورغم انني احاول التعلق بها الا ان ملامحها دوما تتغير .. لا يمكنني تحديد تعابيرها.. ولا يمكنني وصف شعوري تجاهها ولا أعلم .. هل الومها ام ألوم نفسي ؟! .. هل العيب بها ام انا الذي بعيد كل البعد عنها؟!

بدت لي كما اعتدت ان أسمع عنها : "حار جاف صيفاً، بارد ممطر شتاءً".. ساعات استمتاعي بها تحولت للحظات: "شم النسيم"-على سبيل المثال- لم يكن كما من قبل! رغم عدم استمتاعي بطقوسه واكل سمك "الفسيخ"  

الطبيعة.. تلك التي هجرناها بعد انا سال لعابنا لرؤية ال"بلاك بيري" واستعمال ال bbm فال"واتس-اب" وغيرهم.


درستُ ان الشعراء كانو أخيَر الناس وأحكمهم، هؤلاء الذين لم يدرسوا ولم يجتهدوا .. مجرد انهم تعلقوا بالطبيعة التي حولهم وجعلو مشاعرهم تعبر عن وصفها لذلك الكائن وتتدفق، بغض النظر عما كانوا يشعرون به تجاه طبيعتهم او ما يدور بها، لأنها على الأقل كانت كافية لجعل قلوبهم تتحدث لتتلفظ السنتهم وتكتب ايديهم.

انا لا أمدح بالشعراء او الكتّاب والمفكرين وغيرهم، بل أمدح مراجعهم ، المراجع التي لم تكن مؤلفة بل كانت من صنع خالق واحد لا مثيل له؛ فأصبحت ومازالت مَرجِع أساسي للمشاعر ولكل قلب كائن حي ينبض دم ومشاعر .

• الطبيعة المزدوجة

هل جربت تبني لنفسك طبيعة خاصة بك؟ عالم لا يستطيع أحد وصفه غيرك؟ حتى انت بنفسك قد تقف عاجزا عن وصف شعورك! تماما كالطبيعة الأم. 

صراحة انا جربتُ ذلك .. كان الأمر ممتع جدا بل ومغرٍ ، واقول (كان) لأنه لا يمكن المفر من الواقع خصوصا عند الانشغال بمسؤولياته.. لكن هذا لا يعني بان مشاعري لا تذهب إختلاسا متسللة نحو ذلك الباب الهائل في زيارة لتلك الطبيعة الخلابة بداخلي.

سطور وصفحات وكتب وموسوعات وحدها لن تكفي لوصف جزء منها

لن أكرر لك الدراسات التي أجريت حول تأثير الطبيعة، لذلك ساقول لك شيئاً مختلف: كوّن لنفسك طبيعة... ابدأ بتكوين غرفة خالية تجمع بها ما تحب من افكار ومشاعر تريحك، رتب تلك الغرفة واستمر بتعبئتها وذلك من خلال التجربة. جرب ان تقرأ ، تلعب بالعرائس ، تركب دراجة.. جد لنفسك مهارة وهواية وصدقني ستجد الوقت المناسب .

الآن يمكنني ان أبشرك انك وصلت لمرحلة عظيمة بعد فعل ذلك. اذا استمتعت .. أكمل! ليس شرط ان تكون مألوفا: ففي إختلافك ميزة وليس عيب .. كن مختلف واصنع عاداتك .. تجد ان اصبح لديك "طبيعة" كنت تفتقدها منذ زمن.