خيرُ الأمم هي تلك التي إستثمرت الفكر والعقل القادر على النهضة والنمو بالإنسان .

بين طيات الماضي وتسابق الأزمان حتى حاضرُنا هذا كانت أرض العرب أرض خصبه للصراعات القبلية والنفسية والفكرية حتى الصراعات الدينية التي حام بها طوفان الأديان والمذاهب إلى بُعد غير مادي ، وحتى إيمانُ كل فئة بأنها على صواب وتناحُرها على فهمها الراسخ لم يُغير في نهاية المطاف شيء، فبدل أن يتعايشوا ويستثمروا عقولهم لينهضوا نهضة الأمم المتقدمة قرروا أن يقبعوا في زنزانة الجهل والرجعيه ، ركض الزمان بهم وهم قابعون في تلك الزنزانة حتى خرج ثُلة منهم يلتمسون بصيص ضوء آملين الحياة المرسومة في رؤوسهم ولكن وجدوا الحياة مختلفة وجدوا العلم والعمل رأوا تلك الإختراعات وتلك الحضارات والفنون وأين وصل العالم وأين توصل العلماء ، إستنكروا تلك الحياة ونبذوها حتى إبتدعوا ديناً يوافق حُججهم ، هم لايريدون شيء غير أن يعودوا لتلك العتمة والمكوث إلى الأزل فالإنسان بفطرته عدو مايجهل ، تطرف منهم من تطرف بإسم الدين و"الإسلام" حتى ظن بأن الله أرسله لقتل كل ما توصلت له البشرية من فكر وعقلانية ،وكأن الإسلام لم يحثُ على أن نتقدم بالعلم وكأن العلم لم يجده أسلاف يعرب والمسلمين ، هاجم المجتمعات المتنوره والشاذة عن طريق الرب كما كان يظن ،الذين تعايشوا وتعلموا وتفكروا ،ولسان حاله يقول :<إصحوا يا أمة الإسلام ولا تتبعوا الكفر ومخرجاته> أعلنوا تلك "الإنتفاضة" مغلفةً "بالإسلام" هاجموا بها العلماء وقَتلوا جماليات الفنون ونَبذوا الإختراعات وشجبوا الأفكار وحصروا العلم على علم الدين حتى إستحلوا سفك الدماء المسلمه وكأن لا علم إلا فيما إبتدعوا ، قبعنا في تلك الصراعات حاول البعض منا أن يواصل الصراع والبعض الآخر لقي نحبه في صراعه ناهيك عن من عاد وإصطف في صفوفهم خشية قتله لكفره كما يظنون ، هُزم معظمنا ولم ينجو إلا قليل ، حطت الإنتفاضة رحالها تراجعنا حتى أصبحنا لا نتعلم إلا مايوصى به ونسينا أن من ضروريات الحياة أن نتعلم كل شيء ، حتى تغيرت الأجيال وتغيّرت الحياة بدأ الوعي يزداد فقرأنا وتعلمنا أن نعيش لا أن نموت في آخر صفوف الجبناء بغيّة تلك الإنتفاضه وتشويه الإسلام ، زاحمنا الغرب والعجم في مسار العلوم والصناعات والمال والأعمال و البعض منا تخطى الأرض ليصل للكونيات وماوراء النجوم ، حتى شارف كل من العلم والفلسفة والفن والحضارة العودة لـ بيته الأول لـ قلبه النابض .

فكروا أن يزيحوننا عن ذلك المسار وسخروا الجهد والوقت لإبعادنا بغيت أن تبقى موازين القوى مثلما كنا وكانت ،أن نبقى في صراعنا الدائم ، حتى إنكشفت بعضٌ من قواعد اللعبة ، ومن تلك القواعد تبطين الرسائل والتشكيك في " الفكر وهدم البنيويه وتمغيص الحياه" ، يغلفون سلبياتنا وقضايانا بالجماليات التي من خلالها نحث تلك المساوئ التي تُشكل شوائك ومعوقات لـ التغلغل لهدم تلك الأمّة وإسقاطها ، إنتهى جزء من تلك اللعبه وبدأ في عقلي صراعٌ جديد !! أهذا ما كان يحدثُ معنا حتى تتسابق بنا العصور والأزمان ونحن نتدافع على ذلك المسار لا أن ننتظم عليه ؟