مهبط الوحي وقبلة المسلمين ومثوى خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم وعاصمة الإسلام الأولى ونهاية ببلد التوحيد ولكن لنتوقف برهة من الزمن هل من اعتزاز بذلك؟
نعم كله اعتزاز وأي اعتزاز وقد رزقنا الله ذلك جميعاً وهيأ لنا من الأسباب والأرزاق ما يُمكننا من صونه بعد قرون خلت لا يجد فيها ابن جغرافية الدولة السعودية الحديثة لقمة العيش التي تسد جوع يومه كاملاً وهل تلك الأسباب والأرزاق وهبها الله عز وجل لنا لنتوقف عند حدود ذلك؟
إن كان ذلك منطقاً ما تخطت جيوش الإسلام أرض جزيرة العرب وبقي الحال كما هو عليه منذ 1400 عام.
جوهر الدين الإسلامي يدعوا للقوة وبأقل حدودها (ما استطعتم) لحفظ وصيانة مكتسباته ونحن ولله الحمد والفضل والمنة في ظل ما يحيط بنا إقليمياً وما يكيده لنا البعيد دولياً إن لم نكن توقفنا عند (ما استطعتم) فقد تجاوزناها وضني أن ذلك مما نشاهده من أحداث وطُرق معالجتها سعودياً اليوم.
جزيرة العرب المصدر الأول لقوة الإسلام دينياً وزاداً بشرياً متى ما شحت وهن العرب والمسلمين وهل يغيب عن أذهاننا وصفحات التاريخ الخلافة الأموية ومن بعدها النصف الأول تقريباً من الخلافة العباسية؟
فتشوا عن "نخبة الزاد البشري" في تلك الفترة من أين كان وماذا كانت مناصبهم وإلى أين كان يصل مدى تأثير كلمتهم!
ولأنه لا بد من عودة وإن طال الزمن فالسعودية اليوم ماضية بسياساتها بعون الله وحوله وقوته وكم أدعو العلي القدير أن تستمر بذلك مهما تعالت الأصوات خاصةً من غربان العرب أياً كانت صفتهم ومناصبهم وقوتهم فمن لا يخطوا في حاضره مائة خطوة للأمام وليس خطوة أو خطوتين لن ينال المجد والعزة والكرامة والشرف والسؤدد، هكذا كان التاريخ وهكذا يُستشرف المستقبل المشرق إن شاء الله.
في زمن الصديق رضي الله عنه وأرضاه كانت سياسة المائة خطوة للأمام وهل نحن لم نتعلم بعد من قراره الأول التاريخي والمفصلي في حينها!!
لغربان العرب الدائمين نعيقاً على السعودية وسياساتها ولمن يداهننا وهو كالحرباء في تلونها، كم جيشاً سيّر الصديق رضوان الله عليه وأرضاه وكم جبهة فتحها؟
الإجابة تعلمونها جيداً ومعها "خبتم وخاب مسعاكم" ولأننا لا نحتاج لأحد إلا الصادقين من العرب وإن كانوا أقل من القلة كان هذا المقال للأنفس الصادقة الأمينة أما أنتم فأعيدها لكم "خبتم وخاب مسعاكم".
"
رسالتي لقائدنا وعضيده الأيمن...
سيقل العدد والعدة وتكثر الإشاعات ويزداد الخصوم ويتلوّن الأخوة ويتبدل الأصدقاء وتتقلب سياسات الحلفاء ويتسلل الشك حتى يصل الأمر "للحظة الفارقة" بين الحق والباطل، اليقين بحق ما تقوم به السعودية اليوم هو أن تمضي بما بدأت به مهما كانت النتائج اثناء ما يُقام به اليوم.
ثمرة ذلك تُستشرف من نتائج ما بعد حروب الردة، كيف كان وضع المسلمين اثنائها وبعدها؟
والختام للغربان وزيادةً من لف لفيفهم "خبتم وخاب مسعاكم".
#عارف_الحيسوني