حظيت اليوم بنوم هنيئ في قيلولة طويلة، امتدت من بعد صلاة العصر إلى حين المغيب ، و يذكر فريدريك نيتشة في كتابه ( هكذا تكلم زرادشت ) أنه لكي تحظى بنوم هنيئ فعليك أن تفعل في يومك عشر حسنات وتتجنب عشر سيئات وتضحك عشر مرات وتلتقي عشرة أشخاص تحبهم وتتأكد بأنك لم تخض في حديث السياسة !
وقد طورت مستشفى مايو كلينيك الأمريكية الرائدة عالمياً تطبيقاً للهواتف الذكية سمته ( pillow وسادة ) يستطيع أن يقيس نوعية نومك ومدى هناءته وذلك بتسجيل أنفاسك وتحليلها و عندما تستيقظ يعطيك تقريراً مفصلا عن مدة النوم الكلية وكم قضيت منها في نوم عميق وكم بقيت متقلباً في فراشك مستيقظاً قبل أن تغفو وكم مرة تقطع نومك ومدة كل انقطاع ويعطيك نسبة مئوية تصف جودة ليلتك ثم يقارنها بالليالي السابقة .

لم أكن فعلت شيئاً مما ذكر في كتاب نيتشة هذا اليوم ، ولكن كان نومي هنيئاً لأنه لم يكن مصحوباً بصداع فقد تناولت حبة مسكنة قبل نومي
ولم يكن نيتشة معنياً في كتابه أصلاً بوصايا للنوم الهنيئ ولكنه ذكر هذه الوصايا على سبيل السخرية من رجال الدين ومواعظهم في وصفه لواعظ يتلو نصائحه في جمع غفير من الناس حيث كان يعتقد بأن الدين قد بلغ آخر عمره وأنه أوشك على نهايته في الأرض ليحل مكانه الإنسان العملاق ( السوبرمان)الذي يملأ الأرض تقدماً وازدهاراً . و لما بلغ نيتشة آخر عمره في آخر سنة من القرن التاسع عشر أصيب بمرض عصبي عضال فصار كلامه مختلطاً مثل كلام النائم .
وبقي الدين إلى اليوم مستيقظاً نشيطاً ، ولم يأت السوبرمان بعد ولا تزال الأرض مملوءة جوراً وظلماً ، وأما أنا فقد استيقظت و فتحت هاتفي الذكي الذي كان قد أحصى علي أنفاسي منذ أن غفوت فوجد أن نومي في هذه القيلولة كان هنيئاً بنسبة سبعين بالمائة !.