هل يجب الخروج على الحاكم الظالم الفاسق ؟

فلاح الخالدي

.................................................. ..................

مما لاشك فيه بل ما موجود في أروقة وكتب أتباع المنهج التيمي من تدليس , وتخدير , للناس بالمطالبة بحقوقها والخروج على الظلمة في الأرض , عندهم هذا واضح وجميع علمائهم يتكلمون فيه للناس ويفتون بصراحة طبعاً هذه فتواهم وخطبهم تشمل فقط الحاكم الداخل تحت سيطرتهم وينفذ مايريدونه هم من أفكار وإجرام , للفتك بالناس ويسردون أحاديث كثيرة في ذلك , تخالف منهج الأنبياء والرسل وحتى كتاب الله , ومنها مثلاً (لاتخرج على الحاكم الظالم وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك )وقالوا أيضاً (لاتخرج على الحاكم وإن كان فاسقاً فاجراً؟!) و من أحاديث لاتمثل الإسلام ولا منهجه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , وكلام الله في كتابه واضح والذي يأمرنا بالخروج على الظالم وأعطانا بذلك الأجر , وإلا لماذا الله يرسل الرسل للحكام الظلمة الكفرة أمثال فرعون والنمرود وغيرهم ويحثون الناس على الانتصار والخروج ضدهم ؟؟, وما يؤيد ماقلنا قال الله (تعالى ) في كتابه الكريم (وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ (39)الشورى) وهنا التوجيه واضح من الله في هذه الآية : { إذا أصابك البغي من أحد خاصة لو كان حاكم ظالم عليك أن تنتصر وتقاومه بكل وسائل المقاومة ، فلو كان لديك القوة الكافية فالحرب والثورة والتغيير } .

وهنا نقول إذا ما فائدة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولماذا ولمن تأسس هذا القانون على الخلق ومن تركه يعاقب من الله , وعلينا أن نخاطب من نكر هذا الجهاد ضد الظالم ماهو المغزى والفائدة من انكار الخروج على الظالم ؟ ولو بحثنا ودققنا جيداً لو جدنا أن ابن تيمية ومن سار على خطه يريدون القضاء على ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) لأنه خرج على يزيد الحاكم الظالم الشارب للخمر العاصي الزاني , وإلا ما هي حجتهم التي انطلت على الكثير من السذج ممن يتبعهم مع الأسف . وإلا لو كانوا غير ذلك لوجهوا لهم السؤال وقالوا لهم هل ترون بعين واحدة عين النفاق والدجل , لماذا خرج معاوية وعمر بن العاص والزبير وطلحة على خليفة المسلمين (علي بن أبي طالب ) رغم أنه مسلم وليس ظالم ولا جائر ؟؟وكيف خرج بني العباس على بني أمية ؟ وكيف خرج الأيوبيين على الدولة الفاطمية ؟ , وكيف خرجتم على حسني مبارك ؟ وكيف خرجتم على بشار الأسد وكيف خرج الدواعش على باقي الدول اليوم وعاثوا الفساد فيها بحجة أن الحكام ظلمة ؟؟حسب قانونكم ورواياتكم أنتم عاصين لله ولرسوله.

وختاماً الإسلام ديناً يدعو إلى تحرير الإنسان من العبودية والخضوع لغير الله –عز وجل- وأصبح اليوم في نظر الكثير دينا يوجب على أتباعه الخضوع للرؤساء والعلماء مهما انحرفوا وبدلوا، وأصبح الناس اليوم يدعون إلى دين ممسوخ مشوه لا تصلح عليه أمة ولا تستقيم عليه ملة جر على العالم الإسلامي التخلف والانحطاط وشيوع الظلم والفساد وتسلط عصابات إجرامية لها سدنة من علماء السوء يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون , فليتعض من سار في فلكهم وخطاهم فقد انكشف زيفهم وتدليسهم ودجلهم وحقدهم الأعمى ابن تيمية ومن سار في فلكه.