على مدى اربع ست يعيش العرب حالة من الخوف وعدم الاطمئنان, بعض الدول تشهد صراعا مسلحا على السلطة وان بدرجات متفاوتة, كل شيء معطل, بليارات الدولارات تهدر, الاف الشباب العاطل عن العمل ينضم الى تنظيمات ارهابية انشاها الغرب لتدمير ما تم انجازه خلال عقود "وان كان البعض يرى انه لم يتحقق شيئا خلال تلك الحقبة التي غلب عليها  حكم العسكر, تفكك البنية الاجتماعية, صراعات مذهبية وطائفية وقبلية تغذيها الاطراف الخارجية وللأسف بعض بني عمومتنا يسعون بكل ما اوتوا من قوة لزعزعة الاستقرار, ربما لتحقيق مكاسب شخصية وهؤلاء من خلال ذلك يقومون بتنفيذ اجندة خارجية تهدف الى ايجاد شرق اوسط جديد.

اخوتنا في جزيرة العرب الذين يرثون الحكم كابر عن كابر, وقد حباهم الله ثروات هائلة, لم يعملوا على بناء قوة تجعلهم امنين فوق ارضهم, لا يزالون يعتمدون اعتمادا كليا على الغرب في الدفاع عنهم , في حين ان هؤلاء تحكمهم مصالحهم وعلى استعداد للتضحية بـ(اصدقاء الامس) ان وجدوا مصلحتهم في غيرهم والادلة على ذلك كثيرة شاه ايران,وماركوس حاكم الفلبين.

الانظمة التي كنا نعدها عروبية, استطاع الغرب ان ينفذ اليها حيث استطاع "اعوانه" ان يتقلدوا مناصب هامة ببعض الدول ومنها آخر وزير خارجية في عهد القذافي ,الرئيس الاسبق لاحد الاجهزة الامنية,كما لا يفوتنا الحديث عن الجنرال المصري عمر سليمان وكيف انتهت به الحياة بعد عمر مديد من الخدمة لنظام حسني مبارك والأمريكان في زعزعة الوضع العربي والفلسطيني, فكان خبر وفاته أثناء تلقيه العلاج في احد المشافي الأمريكية مفاجئاً أيضاً طرح علامات الاستفهام والتعجب والدهشة، خاصة وأنه جاء بعد حوالي شهرين من تسريب وثائق سرية للتعاون الاستخباراتي بين القاهرة وتل أبيب وواشنطن فيما يخص القضايا العربية والإقليمية وفي مقدمتها فلسطين وحركات مقاومتها.

الدول العربية التي تعاني ازمات اقتصادية, اخذت نصيبها من الخنوع واستدرار عطف الغرب, ظاهره جلب استثمارات لخلق فرص عمل جديدة لشباب يعيش وقت فراغ قاتل سبب في احداث اوضاع امنية مميتة, بوقوعهم في ايدي جماعات ارهابية,عمل على تأسيسها الغرب, ساسة فرنسا الاستعمارية يعود بهم الحنين الى شمال افريقيا التي جثموا على صدور اهلها لعقود حيث كانت الحديقة الخلفية لها ومصدر التموين الرئيس لغالبية السلع الغذائية, وطأت اقدامهم النجسة ترابنا المغاربي الطاهر, عده ساستنا خير وبركة عليهم, بل وصل الامر بالسيد محسن مرزوق المستشار السياسي للرئيس التونسي القول بشان زيارة ساركوزي الى بلاده بالقول: " الاهم  بالنسبة الينا هو رؤية ساركوزي يتجول في اسواق تونس ومتاحفها وبين مواطنيها وفي ذلك دعاية جديدة للسياحة والاقتصاد التونسيين وللنموذج التونسي في الاعتدال ,ونحن نرحب بساركوزي وديف كآمرون واوباما وميركل وكل من ينوي زيارة تونس ودعمها لإنقاذ موارد رزق حوالي مليون تونسي", متناسيا وللأسف ما سببه الصديق ساركوزي للشعب الليبي من دمار وانتشار جماعات ارهابية على التراب الليبي ما يؤثر سلبا على امن تونس, كنا نتمنى رفع القيود على حرية التنقل بين رعايا الدولتين, فاذا بنا نفاجأ بقيام جدران عازلة واسلاك شائكة تذكرنا بتلك المعتقلات التي احدثتها ايطاليا في الشرق الليبي بحق ابنائه بحجة مناوأتهم لها, ولابد ان الفرنسيين قد اقاموا معتقلات مشابهة في البلاد المغاربية.  

اما عن اولئك الذين كانوا يعدون انفسهم معارضة وطنية لأنظمة شمولية, فقد تبين انهم موحلون في العمالة (غاطسون)حتى اخمس اقدامهم ,المعارضة السورية تطالب الغرب بالتدخل العسكري لقلب النظام بها ولا يأبهون بما يحدث للشعب السوري, رغم الماسي التي يعيشها الشعب الليبي جراء تدخل الغرب بتفويض عربي. كذلك نجد اليوم المساندة الغربية للمسيطرين (الذين آواهم الغرب ونصرهم وقدم لهم كافة انواع المساعدة لإسقاط النظام  )على الاوضاع في ليبيا بقوة السلاح لانهم يرون فيهم الامل الوحيد لإيجاد موطئ قدم لهم في المنطقة بعد ان اقتلع الشعب المصري الاخوان من جذورهم. الذين يحكمون العراق اليوم والذين كانوا يعدون انفسهم مضطهدين اوغلوا في اضطهاد بني جلدتهم, استشرى الفساد الذي لم يعهده العراق من قبل, اصبح العراق شيعا واحزابا ,فالشعب لم يذق طعم الحياة على مدى عقد ونيف, أعمال القتل والتشريد طاولت كافة ارجاء البلد.  

وبعد هذه حال العرب اليوم, خطر التقسيم يلوح في الأفق, قد تستحدث كانتونات لتلبية رغبات من يسعون الى السلطة. وفي ذلك يتنافس المتنافسون, كل يقدم عربون عمالته للغرب وانسلاخه عن عروبته التي لم تعد قائمة, وأصبحت مسبة وعار للمنتسبين اليها,وظهرت الى السطح اصوات نشاز تنادي بدسترة لهجات لا تسمن ولا تغني من جوع وكأنما اللغة العربية كانت مفروضة عليهم,أ ليست هي لغة القران الذين ينعمون به؟, اما عن الاسلام فقد كثر التطاحن بين المذاهب “كنا نعد الاختلاف بينها في بعض الامور رحمة للمسلمين".