لم تشترك في الانتفاضة ضد النظام كما بقية المناطق المجاورة التي تشكل الطوق على العاصمة,ما جعل من تصدروا المشهد السياسي يكنون لها حقدا عميقا,تحينوا الفرص للانقضاض عليها, في ظل الصراع بين طرفي الحكم وبحجة ايوائها لمن اسموهم بالأزلام,شنت عليها حربا ضروسا (غزوة المطار-قسورة)ادت الى قتل وتهجير العديد من سكانها وتدمير العديد من الممتلكات العامة والخاصة, لكنها وبفعل عزيمة ابنائها استطاعت ان تبني قوتها العسكرية اسوة ببقية المناطق, فحررت ارضها ممن اغتصبوها.

الحكومات المتعاقبة ادارت ظهرها للمنطقة,تعطلت المرافق الخدمية عن العمل ومنها البنوك والمراكز الصحية,ضيّق الخناق على اهلها وفي ظل التطاحن على السلطة,وبحجة وجود المجرمين بها,كما ان (دسكة) وجود الازلام لا تكاد تفارق عقولهم ألخبيثة,استجمعوا قواهم الخائرة في محاولة منهم لإعادة السيطرة,لكنهم نسوا او تناسوا,ان ورشفانه التي قارعت المحتل الايطالي لقادرة على انزال الهزيمة بأحفاد العملاء,فالعمالة تسري في الدماء.

الذي كان بالأمس وزيرا للدفاع (جويلي)ارتضى بان يكون آمر منطقة!,المتعارف عليه ان الانسان يرتقي بمكانته (منصبه)كما يرتقي بنفسه عن صغائر الامور,انه ولا شك حب السلطة,حاول ان يبني لنفسه ومن منّ عليه بالرتبة (المنصب العسكري) مجدا,لكن مدن الغرب الليبي صفعته,ولّى يجر اذيال الهزيمة,اعتقد ان دخوله ورشفانه سيعيد له البريق الذي اكتسبه ابان الثورة,ويؤهله الدخول في المحاصصة لاقتسام التركة,المؤكد ان ابناء ورشفانه لن يكترثوا بالجعجعة التي لا تنتج طحينا.وسيدافعون عن ارضهم وعرضهم بكل ما اوتوا من قوة تساندهم في ذلك بقية المناطق الشريفة التي لن ترضى بان تتكرر احداث بني وليد.

ندرك جيدا ان العديد من المدن منقسمة على نفسها الى فريقين,فان نجح احدهما فانه سيشفع للفريق الاخر بان لا تطاله يد العدالة,لكن لم يدر في خلدنا يوما ان يتبرأ المشايخ والأعيان من ابنائهم المغرر بهم,ولا يتبرؤون من ابنائهم الذين يغررون بالآخرين ويسفكون الدماء,احد مشايخ الزنتان قال بأنه يستنكر عمل جويلي لكنه لا يتبرأ منه,ألا يعتبر ذلك ازدواجية في المعايير؟ فالتبرؤ يجب ان يكون من كل من يرتكب جرما بغض النظر عن منصبه,الخزي والعار سيلحق بهكذا مشايخ واعيان وسيورثونه لأبنائهم,فالتاريخ لا يرحم.

المجلس الرئاسي ذكر بأنه لم يعطي الاوامر لقواته بالتدخل في المنطقة,ترى هل السيد جويلي تصرف من تلقاء نفسه وبما تمليه عليه المصلحة (العامة) للبلد,ام ان بيان الرئاسي تصرف (عقلاني) لتهدئة الأمور؟ وان كنت شخصيا لا ارى عقلانية لمن يشكلون المجلس الرئاسي والحكومة المنبثقة عنه,فتصرفاتهم على مدى سنتين تشهد على ذلك,هؤلاء مجرد دمى اتى بهم الغرب لتنفيذ اجنداته,انها الحرب بالوكالة.

بيان القيادة العامة بالخصوص جاء هزيلا ودون المستوى,فالمواقع التي تم قصفها تتبع الجيش الوطني,والسكان يشكلون حاضنة شعبية للقوات المسلحة,الى متى تبقى القوات المسلحة في مواقعها ولا تحرك ساكنة؟ هل تنتظر سقوط المزيد من الشهداء والجرحى من ابناء المنطقة؟ ام ان ذلك جزء من العقاب لأن القادة المحليين بورشفانه ليسوا على وفاق تام مع القيادة العامة؟ ام ان هناك نوع من التفاهم(البنود السرية لاجتماع باريس) مع المجلس الرئاسي لاقتسام السلطة؟ ولا باس من تأديب الخارجين عن (القانون) والعودة الى بيت الطاعة.

المؤكد ان السبعة طبول مهما تكن الامور لن تستسلم للذيول,عملاء قطر وتركيا,ومن اعطوا الاحداثيات لبعض المواقع للناتو وصفقوا له وكبّروا عند سقوط ارواح بريئة.  

بقلم ميلاد عمر المزوغي