قالَت : كَحَلْتَ الْجُفونَ بِالوَسَنِ * قُلتُ : ارتِقـابًـا لِطَيفِكِ الْحَسَـنِ

قـالَت : تَسَـلَّيْتَ بَعـدَ فُـرْقَتِنـا * فَقُلتُ : عَن مَسكَني وَعَن سَـكَني

قالَت : تَشاغَلْتَ عَن مَحَبَّتِنا * قُلتُ : نعم بالبُكاءِ وَالْحَـزَنِ

قالَت : تَخَلَّيتَ ، قُلتُ : عَن جَلَدي * قـالَت : تَغَيَّـرتَ ، قُـلتُ : في بَـدَني

قالَت أَذَعتَ الأَسرارَ قُلتُ لَها * : صَيَّـرَ سِــرّي هَواكِ كَالعَـلَنِ

قالَت سَرَرتَ الأَعداءَ قُلتُ لَها * : ذَلِكِ شَيْءٌ لَو شِئتِ لَم يَكُنِ

قالَت : فَماذا تَرومُ ؟ قُلتُ لَها * : ساعَةَ سَعدٍ بِالوَصلِ تُسعِدُني

صَفِيِّ الدينِ الحِلِّي (675 - 750 هـ / 1276 - 1349 م) عبد العزيز بن سرايا بن علي بن أبي القاسم، السنبسي الطائي[1].

ولد ونشأ في الحلة، بين الكوفة وبغداد، واشتغل بالتجارة فكان يرحل إلى الشام ومصر وماردين وغيرها في تجارته ويعود إلى العراق. انقطع مدة إلى أصحاب ماردين فَتَقَّرب من ملوك الدولة الأرتقية ومدحهم وأجزلوا له عطاياهم. ورحل إلى القاهرة، فمدح السلطان الملك الناصر وتوفي ببغداد[2].

له (ديوان شعر)، و(العاطل الحالي): رسالة في الزجل والموالي، و(الأغلاطي)، معجم للأغلاط اللغوية و(درر النحور)، وهي قصائده المعروفة بالأرتقيات، و(صفوة الشعراء وخلاصة البلغاء)، و(الخدمة الجليلة)، رسالة في وصف الصيد بالبندق[3].

شاعر عربي نظم بالعامية والفصحى، ينسب إلى مدينة الحلة العراقية التي ولد فيها. عاش في الفترة التي تلت مباشرة دخول المغول لبغداد وتدميرهم الخلافة العباسية مما أثر على شعره، نظم بيتا لكل بحر سميت مفاتيح البحور ليسهل حفظها. له العديد من دواوين الشعر المعروفة ومن أشعاره الشهيرة التي لا تزال تتداول حتى أيامنا هذه:

سلي الرماح الـعوالي عن معالينا واستشهدي البيض هل خاب الرجا فينا

بيــض صنائعنا سود وقـائعـنا خضر مرابعنا حمر مواضينا

لا يمتطي المجد من لم يركب الخطرا ولا ينال العلا من قدم الحذر