تمضي السنين وكلما تقدمتُ خطوة في فك شفرة هذا العالم, أجدني ارجع لنقطة البداية عاجزة عن تكوين منهج معين أو قاعدة ركيزة , وأكذب لو قلت إنني قادرة على أن أفهمه بصورة أفضل مما كنت في الخامسة عشر مثلاً . بل إن أغرب ماأفكر فيه الآن أني كنت أفهم العالم حينها أفضل! كان عالمًا أقل تعقيدًا وضياعًا مما هو عليه الآن ! وكان يمكن للمرء إن أراد أن يتخذ جانبًا ضد جانب ، أو على الأقل هذا ما أظنه . العالم الآن يتهتك أكثر فأكثر ! يصبح عالمًا خليعًا ، وينحدر نحو رخص بيّن . عالم يمكن للمرء فيه أن يعرف كثيرًا عن أي حدث حوله ، ومع ذلك فإنه قد يجد نفسه حائرًا في نهاية المطاف ومتشظيًا ؛ لأن كل مايطرح يبدو صحيحًا. لم تعد المعلومة شحيحة ، بل فائضة إلى حد البلبلة . عالم مُزر هو عالمي ، عالم غير آمن ، وغير مفهوم فيه لمَ يبدأ أمر ولمَ قد يستمر أو ينتهي ؟ ولمَ يصبغهُ العنف المبتذل الذي لا مبرر يسوغه ؟ العنف الذي يملأ البيوت والشوارع والمدارس والملاعب ؟ العنف الذي له شكل كلمة ، أو سكين ، أو مسدس ، أو مبيّد حشري ، أو قيد ، أو مقطع فديو ، أو مكيدة ، أو قنبلة ، أو بقعة نفط ، أو آلة عسكرية ضخمة تسحق بشرًا لا حول لهم ولا قوة ؟ ماقيمة الحياةجراء هذا العنف ؟ ماقيمتها والعنف يضحك بالليل والنهار , ماقيمتها إن أصبحت المحبة سذاجة والطيبة حماقة ؟ أنا من فصيلة هذا العالم إذن لايجدرُ بي أن أُزكي نفسي , حتى وإن كنتُ أراني عكس ذلك وجِبَ علي أن انتزع كل مافيني من صفات وقناعات تتناقض مع عالمي !
العالم في نظرة ازدراء .
هذه التدوينة كتبت باستخدام اكتب
منصة تدوين عربية تعتد مبدأ
البساطة
في التصميم و التدوين