Image title


هل جربت أن تخوض حياتك على أنها رقعة شطرنج؟ أنت حقاً تفعل هذا دون أن تعلم، فحياتك هي بالفعل (رقعة شطرنج)، إنها مخططة بـ نفس الطريقة، إنها مزيج بين الأبيض والأسود، ففي لحظةٍ تكون على رقعة بيضاء، وفجأة تجد نفسك على رقعةٍ أُخرى في عالمٍ آخر بظروفٍ أُخرى .. في لحظةٍ تجد نفسك محاصراً من كل الجهات، وفي لحظات تجد كل الجهات مفتوحة لك .. أنت بالفعل تخوضها على أنها رقعة شطرنج .. ولكنك ببساطة لا تعلم .. أنت لست كل القطع .. ولكن أنت أهمها على الإطلاق .. (أنت ملك الرقعة) .. وإذا عرفت كيف تتعامل معها كملك، حينها فقط .. تصبح اللعبة سهلة جداً !


#في الشطرنج : أكثر الضربات الموجعة، تأتيك من أقرب "القطع لك"؛ إن أولئك الذين يقفون دائماً بجانب "الملك" هم الذين يبتعدون عنه ويتركونه للخطر .. وكذلك الحياة، تتلقى فيها أصعب اللكمات من تلك "القطع" التي كانت تقف بجانبك .. إن هذه القطع التي تقف بجانبك، هي أخطر ألف مرةٍ من أولئك الذين يقفون على الجهة المقبلة وينتظرونك!


#في الشطرنج : حين يموت كل من بجانب الملك، تصبح اللعبة لعبة الملك وحده .. إذا ظل الملك واقفاً مكانه ستنتهي اللعبة بالنسبة له، من المهم دائماً أن يواصل الحركة، قد يتقدم إلى الأمام وقد يعود إلى الخلف، ولكن طالما لا زلت تتحرك فأنت لا زلت حي .. وكذلك في الحياة، إن المشكلة لدى الكثيرين هي أنهم يتوقفون بمجرد أن تسقط جميع القطع .. أولئك الذين يقفون قبل أن تنتهي اللعبة هم وحدهم من يقدمون وثيقة الإستسلام، أما من يدير الحياة على أنها رقعة شطرنج، سيستمر بالحركة دائماً، لأنه ملك رقعته ..

إن الملك في هذه اللعبة لا يستسلم أبداً .. هو دائماً ما يواصل الحركة .. وحين يواصل الحركة (رغم إن كل القطع التي بجانبه سقطت)، لن تنتهي اللعبة بالنسبة له أبداً .. فقد لا يفوز .. ولكنه لن يخسر على الإطلاق .. فهل ما زلت أنت تتحرك، رغم سقوط القطع؟


#في الشطرنج : أنت غالباً لا تخسر بسبب أخطاء الآخرين .. بل بسبب أخطائك أنت .. وهي تشبه تلك الأخطاء في الحياة إلى حدٍ كبير .. فقد تنجو مرة أو مرتين .. أو حتى عشر .. ولكن إذا لم تتعلم من أخطائك .. ستُعاقب عليها .. الفرق الوحيد، هو أنه في الشطرنج أنت لا تملك الكثير من الفرص لأن "الرقعة" لن ترحمك، بينما في الحياة، أنت تملك رب يرفق بك.

وحدهم الذين يخوضون الحياة على أنها رقعة شطرنج هم الذين يستمرون بالتحرك دائماً، وحدهم الذين يجيدون التعامل مع الحياة كـ "ملوك" أنفسهم هم الذين يملكون القدرة على مواجهة اللعبة .. لا تستسلم حتى لو وقفت الرقعة كلها ضدك .. انظر لنفسك واسأل : هل كنت تلعب الحياة على أنها "رقعة شطرنج"؟ .. إذا كنت كذلك .. فأنت الآن تفهم، لما يسمونها "لعبة الملوك" !


ولكن عليك أن تتذكر شيء مهم .. أنت تملك الرقعة .. ولكنك لا تملك القطع .. أن تملك الخيار ولكنك لا تملك خيارات الآخرين .. أنت جزء من اللعبة .. وإن كنت الجزء الأهم .. وكما قال غاندي : 

غاندي - لطالما لم أكن أرغب بتعلم الشطرنج لسبب لم يفهمه أصدقائي سابقا وفهموه الآن وهو: أني لا أريد أن أقتل جيشي وجندي وكل ما على أرض الشطرنج كي يحيا الملك .


تحياتي/ دين