أما آن الأوان لإنصاف النازحين يا قادة العراق ؟
وسط الظروف الراهنة ، و العصيبة التي يشهدها العراق ، و التناحرات السياسية بين حكومتي المركز و الإقليم تمخضت عنها نتائج سلبية ، جرَّت البلاد إلى مزيد من الاحتقانات ، و المتاهات السياسية التي ألقت بظلالها السيئة على كاهل المواطن العراقي ، الذي بات ضحية لتلك المؤامرات الخطيرة ، خاصة أولئك النازحين تلك الطبقة المضطهدة في الحقوق و الامتيازات ، فبين عنجهية ساسة العراق و فسادهم الذي يتفاقم يوماً بعد يوم في ظل غياب أي دور تمارسه دوائر الرقابة و النزاهة و كأنها خرَّاعة وسط حقل مزروعات و لا فائدة ترتجى منها في الآونة الأخيرة ، فلم نشهد لها أي دور كبير في عملها ، أو أنها تمارس عملها بشكل صحيح ، و كشفت فضائح ، و سرقات السياسيين ، و أنها قد ألقت القبض على مطلوبين القضاء في داخل أو خارج العراق أو أنها تمكنت من إعادة الأموال المهربة خارج البلاد ، ومع انعدام أي دور رقابي مارسته وعمل وطني شريف قدمته ضمن إطار مسؤولياتها الإنسانية أو من الواجبات الملقاة على عاتقها فإنها قد أصبحت عالة على خزينة الدولة تتقاضى رواتباً خيالية ومن دون أي مقابل تقدمه في القضاء على الفساد و القصاص من الساسة الفاسدين ، ومع هذا فأصبحت الفرصة سانحة ، و مواتية للطبقة السياسية لممارسة أبشع الجرائم في حق العراق و العراقيين ، وفي مقدمتهم النازحين الذين باتوا وسط ركام من الأزمات الجمة . فمن بطالة ، و فقر مدقع إلى انعدام الخدمات الصحية ،و تفشي كبير لمختلف الأوبئة و الأمراض المستعصية و المزمنة ، و كذلك في ظل غياب كامل للدعم الغذائي و المالي من جانب الحكومة الفاسدة ، والتي أغلقت كل أبواب المساعدة لهم و الدعم المالي . وفوق كل هذا و ذاك نجد صمت المرجعية الفارسية الغير مبرر في عدم تقديم لهم المساعدات العينية من مال و غذاء و دواء رغم أنها تهيمن تماماً على عائدات العتبات الدينية في مختلف أرجاء البلاد و التي تقدر بمليارات الدنانير . فلو كانت تلك المرجعية الإيرانية تملك الضمير الحي لما آل وضع النازحين إلى هذا الحال المزري ؟ لكنها تجردت من كل قيم و معاني الإنسانية ، و تخلت عن المسؤولية العظمى التي تقع على عاتقها ، فتركت النازحين بين فكي الموت ، و أخذت تبذر الأموال الهائلة على الاعمار بسوريا ، و بناء الملاعب الرياضية في إيران أليس هؤلاء المظلومين و غيرهم من أرامل و يتامى و فقراء و مهجرين أولى بتلك الأموال التي تهدر خارج العراق ؟ أليس تلك الشرائح و غيرهم و خاصة الشباب العاطل عن العمل أولى بخيرات بلدهم الجريح أم أن الغرباء أحق منهم بأموال و خيرات العراق ؟ مالكم يا حاشية مرجعية الفرس كيف تحكمون ؟ فكفاكم تلاعباً بعقول الأبرياء ، كفاكم سرقة لخيرات و أموال شباب العراق التي يتمتع بنعيمها الغرباء وهم الاحوج إليها في بناء الأسرة و العيش بعزة و كرامة .
بقلم // الكاتب و الناشط المدني سعيد العراقي