احد مشايخ المنطقة الجنوبية ابدى امتعاضه من تصرف من اسماهم بعض الشباب بشان التعدي على منظومة النهر,لكنه اردف(ليته سكت)بان هناك اناس اخرون في بعض المناطق يقومون بقفل انابيب النفط والغاز!.وكأني به يقول لسنا افضل من غيرنا.لقد بات لزاما علينا تذكير الشيخ الجليل ومن هم على شاكلته,بان كل انسان او مجموعة تتعدى على حقوق البشر نعدها خارجة عن القانون الطبيعي(ميليشيا).فالبشر الافذاذ مهما حلت بهم من نوائب الدهر لن ينزلوا الى الحضيض.

سربت لنا وسائل الاعلام بان حكامنا الميامين (تمنوا) على الاسير (السنوسي) بان يطلب من ابناء عمومته فتح منظومة النهر,ليوهمنا اتباعه بان من في السجون قادرين على تسيير الامور.تبا لأناس يعلقون امالهم على ابنائهم القابعين خلف القضبان,تبا لأناس لا يوجد من بين طلقائهم من يقوم بفك اسراهم.لقد تعودنا في السابق على طوابير الجمعيات الاستهلاكية والأسواق والمنشات العامة لأجل الحصول على الاشياء الضرورية,سرعان ما انتقلنا الى طوابير من انواع أخرى,طوابير استقبال وتقديم التعازي,الطوابير على البنوك لأجل السيولة النقدية وأخرى للحصول على الخبز والوقود واسطوانات غاز الطهي,واليوم ندشن طابورا جديدا بشان الحصول على المياه.

القوات المسلحة التي تدعي سيطرتها على اكثر من 90% من الاراضي الليبية,وتكبدت خسائر فادحة في الارواح والمعدات في سبيل تحرير الحقول والموانئ النفطية,وسلمتها الى مؤسسة النفط,التي تودع الايرادات  لدى البنك المركزي بطرابلس,الذي بدوره يصرف مرتبات ومزايا ومهايا الميليشيات التي تسيطر بالكامل على الغرب الليبي وتؤمن مقار مؤسسات حكومة الوصايا,كما انها تتقاسم وأفراد الشعب السيولة النقدية بالبنوك التي اخذت بالنضوب,لكننا نجد ان هذه القوات لا تقوم بحماية منظومة النهر الصناعي الذي يستفيد منه كافة سكان الشمال الليبي من العبث الميليشياوي القبلي,ما ادى الى توقف ضخ المياه لمدة لم تنتهي بعد,ترى هل القيادة العامة متضامنة مع الميليشيات؟ام انها لا تريد احداث شروخ بقواتها بالمنطقة الوسطى والجنوبية؟. 

لسنا من انصار المثل القائل(اللي تشكره يصعب عليك اذمّه),لكننا نقول للمحسن احسنت,لم يعد هناك وجود للقبعات كي ترفع,فما يدور في الرؤوس اصبح مكشوف,ونقول للمسيء أسأت, فإصبع (السبابة)التي يجب ان تغرز في عيون متصدري المشهد قد تلطخت بفعل حبر الانتخابات البرلمانية وأصابها الوهن,اما الإصبعان(السبابة والوسطى) اللذان يشكلان علامة (النصر) فقد رفعا عند الانتهاء من كل عملية اجهاز على الضحية مشفوعة بعبارة الله اكبر, وأخذا نصيبهما من الشهرة.

بفضل حكامنا ومشائخنا وشيوخنا الاجلاء,أصبحت عبارة(حسبي الله ونعم الوكيل)الأكثر تداولا في مجتمعنا,ما يدل على ان الظلم قد بلغ مداه,الادمي لم يعد قادرا على استيفاء حقه بالطرق القانونية,لم تعد هناك دولة بالمعنى المدني,لقد شنف ثوارنا اذاننا بالوعود,فنخال انفسنا بأننا سننعم بالخير الوفير,وسنكون في مصاف الدول المتقدمة,لكنها مجرد اضغاث أحلام,لم تبن الدولة بل أصبحت ليبيا اشبه بغابة,حيث القوي يأكل الضعيف,ربما الاحداث الجارية في ليبيا ستصبح شريطا وثائقيا عن تصرفات ارذل أنواع البشر.

المجالس البلدية التي أصابها القنوط من دعم الحكومات المتعاقبة,ولأجل التعريف باحتياجات المواطن فكانت لها صولات وجولات في العديد من دول العالم,وتستقبل سفراء دول ومبعوثين امميين,وتعامل على انها دول شبه مستقلة,نتمنى عليها بان تقوم بتوفير احتياجات المواطن من سلع وخدمات,فالسنوات السبع العجاف القت بثقلها على البشر, نتمنى ألا تمدد الى عشر سنوات وفق رأي احد مستشاري الرئاسي,فالمجلس تم تنصيبه دوليا ومن حقه التمديد اسوة بالاخرين.