كلهم فاسدون ولا خير فيهم
أكثر من أربعة عشر عام مضت على وجود الحكومات المتعددة في كرسي الحكم ولا زال العراق يعاني الأمرين من تلك الحكومات الفاسدة التي بسببها أصبح العيش فيه لا يُطاق حتى بات شيبه و شبابه و أطفاله و نسائه يقفون على قارعة الطريق يستجدون المارة عسى أن يفلحوا في كسب قوت يومهم أو أنهم مهاجرين في بلدان لا تعرف للإنسانية معنى فضاقت بهم السبل فراحوا يطرقون أبواب ساسة تلك البلدان علَّهم يكونوا أفضل من شاكلتهم بالعراق و يكونوا سبباً في نجاتهم من شبح الفقر و البطالة و يمدوا لهم يد العون و المساعدة لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن فقد تبددت آمالهم و تبخرت أحلامهم أمام السياسات و القوانين و الأنظمة المعتمدة لدى هذه الدول و التي تجردت من كل قيم الإنسانية النبيلة هذا ابسط ما نراه أو نسمعه من خلال متابعتنا لوسائل الإعلام التي ساهمت و بشكل كبير في ظلم و اضطهاد أبناء الرافدين المغتربين وحتى في داخل العراق من نازحين و مظلومين من خلال عدم الشعور بمعاناتهم و مآسيهم و إيصال صوتهم إلى حكام العراق الجائرين و الضغط عليهم بضرورة القيام بواجباتهم تجاه تلك الشرائح المنكوبة و تقديم الدعم اللازم لهم حتى يتمكنوا من مواجهة ظروف الحياة الصعبة بعزة و كرامة لكنها حكومات فاسدة تلهث خلف مصالحها و ملئ جيوبها و حياة البذخ و الترف يقيناً أنها ستصك أسماعها و توصد أبواب قصورها و مكاتبها و تغير أرقام هواتفها حتى لا تسمع أنين اليتامى و عويل الثكالى و آهات المظلومين و صرخات المستغيثين فلا يكدرون عليهم صفو عيشهم الرغيد و ليالي حياتهم الأنس الحمراء العامرة يومياً على حساب أرواح و أموال الأرامل و الأيتام فعندما ماتت الضمائر و غاب معه الحسيب فإن سياسي العراق المفسدين اخذوا يتلاعبون بمقدراته المتعددة و يسرقون خزائنه و يُقطَّعونَ أوصاله الموحدة و هذا كله وسط صمت المرجعيات الدخيلة على العراق من الفرس و غيرهم حتى باتت مقاليد الأمور بين أيديهم و أما الحكومات السياسية الفاسدة فهي لا تعدو أكثر من ألعوبة بأيديها تحركها كيفما تشاء ؟ ومتى ما تشاء ؟ فكما هو معروف و متسالم عليه فإن المرجع الديني هو رجل دين و نصح و إرشاد و لا شأنه له بأمور السياسة وكل ما يرتبط بها لان فاقد الشيء لا يُعطيه و لنأخذ مثلاً ما يدور الآن في شمال العراق فالمسلم يقتل أخيه المسلم بفعل فتوى تلك المرجعيات التي أعطت الضوء الأخضر لطائفية دموية مقيتة تحت عناوين مزيفة و شعارات رنانة بدأت بوحدة البلاد و تطبيق دستورها الخرم فوقعت المعارك العسكرية التي لا زالت تحصد أرواح حشدها يومياً بين قتيل و جريح جراء المعارك الطاحنة التي تجري بينهم و بين مليشيات ساسة الكورد الفاسدين عبيد أمريكا و إسرائيل فساسة العراق برمتهم و مرجعياتهم الروحية كلهم فاسدون و لا خير فيهم فمهما طالت الأيام و السنون فلابد و ان تنقلب الأمور رأساً على عقب و تقفون حينها أمام محكمة الشعب المظلوم
بقلم // الكاتب و الناشط المدني سعيد العراقي