لقد جعلت وسائل التواصل الاجتماعى التواصل بين الناس على بعد مجرد نقرات، فنحن الآن نتواصل مع اشخاص أكثر من أى وقتٍ مضى، ولكن فى وسط صخب شبكات التواصل الاجتماعى، فنحن ايضاً ننسى أهمية البقاء على تواصل مع عائلاتنا.
نحن نشارك نشاطاتنا اليومية على شبكات التواصل الاجتماعى مثل (فيسبوك) مع اصدقائنا ومعارفنا، ونشارك اهتماماتنا المهنية وخبراتنا على (لينكد ان)، لكن اين نشارك لحظاتنا الحميمية مع العائلة؟ وهل حان الوقت للذهاب لتطبيق اجتماعى لنبقى متواصلين مع الأشخاص الأهم فى حياتنا؟
لماذا ننشر حياتنا العائلية للعالم أجمع؟
تعتبر شبكات التواصل الاجتماعى -لأسباب تتعلق بالأمن والخصوصية- ليست المكان الأمثل لمشاركة لحظاتنا العائلية الحميمية. حيث أن مشاركة المشاعر الأكثر خصوصية وحميمية مع عائلتك يحتاج بيئة شخصية أكثر قليلاً، والتى لا تجعلك على تواصل بعائلتك فقط، وانما تمكنكم من ان تحثوا بعضكم على انك تكونوا نشطين وتقدروا بعضكم دون الحاجة لنشر كل شىء للعالم.
العائلات يتم تشتيتها
تجعل العولمة العائلات مششتة عبر الكرة الارضية. لذا فشبكات التواصل الاجتماعى اصبحت تمثل وسيلة التواصل الواقعية الوحيدة لنا. فعلى مواقع شبكات التواصل الاجتماعى الاعتيادية، نفقد التحديثات والإشعارات التى تأتينا من أحبائنا المتناثرين وسط زحام من الأشياء عديمة النفع. ويؤثر نقص التواصل على روابط علاقاتنا مع احبائنا، ونحن الان نفقد التواصل مع معظم جذور عائلاتنا.
ألهِم وقدّر
إن أحد أروع المشاعر فى الحياة هو معرفة أن عائلتك فخورة بما حققته من انجازات، وفكرة انك تجعلهم فخورين فى فرحة. فإدراكهم لذلك يلهمنا أكثر من أى شىء فى الحياة. وبالمثل فأحياناً نريد فقط أن نقدر ما نفعله لبعضنا البعض، بغض النظر عما اذا كان شيئاً كبيراً أو صغيراً. ولكن نظراً لعدم امتلاكنا للمنصة المناسبة للتعبير عن هذه المشاعر، فإنها تظل غير معروفة ولا تُقال.
ألا يمكننا ان نحظى بشبكة اجتماعية لعائلاتنا فقط؟
أعتقد أن ما نحتاجه هو شبكة اجتماعية تكون أكثر ملائمة للعائلة، ربما واحدة بخدمات تواصل ذات خصوصية لتجعل أفراد عائلتك على تواصل مع بعضهم البعض. فكل شىء تتم مشاركته مع عائلتك فقط، لذا فتزيد الخصوصية وتحصل على تحديثات منتقاة من الأشخاص ذوى الأهمية فى حياتك. وقد أدركت بالفعل بعض شبكات التواصل الاجتماعى مثل سيركل كير أهمية طرح تطبيق مناسب للعائلة.
لا تفقد التركيز
من المفترض أن تجعلنا شبكات التواصل الاجتماعى على اتصال باحبانئا، وتحسن التواصل والمشاركة بيننا. ولكن للأسف فمعظم مواقع شبكات التواصل الاجتماعية الاعتيادية قد أصبحت أماكن للتعرض للمحتوى العنيف، والتسويق المتملق، والمضايقات الالكترونية، واصبحنا منشغلين ومنزعجين بهذه الأشياء، واصبحنا نفقد التركيز على من قمنا باستخدام شبكات التواصل الاجتماعى من أجلهم فى المقام الاول، وهم عائلاتنا.