(القناعة كنز لا يفنى)؟

كلام النبي صلى الله عليه وسلم ليس كأي كلام يقول في مناقبه عليه الصلاة والسلام: (وأوتيت جوامع الكلم).

جاء في حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( مَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللهُ ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللهُ ، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللهُ ، وَمَا أَجِدُ لَكُمْ رِزْقًا أَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ ) . رواه أحمد


1. جعل الصبر رزقا ونحن نراه عذاب، والمقصود هنا ليس الصبر على الأشياء الألم المعاناة.. لا، المقصود هنا أن تصبر على المبدأ، أي أنك تعيش على المبدأ.

2. الحياة القائمة على المبدأ تكون أكثر استقرارا بعكس الحياة القائمة على الماديات تكون أكثر اضطرابا.

3. المجتمع الرأسمالي يقوم على المادة لذا دائما تراه مجتمع مضطرب فيه فجوات بين الأغنياء والفقراء .

والوضع فيه بين عشية وضحاها ترى العالم تغيرت مثل الأزمة المالية لما صارت وشريحة من البشر خرجت من بيوتها وصار اضطراب كبير لأن كل شيء عندهم قائم على المادة.

4. المجتمع الذي يعيش على المبدأ هو مجتمع قائم على التكافل مافي قيمة معينة له .

التكافل: كلمة طيبة، مبلغ مادي، الخ.

الغنى يعود على الفقير. لذا جاء في الحديث عن الزكاة: (تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم).

5. المجتمعات التي تعيش على المبدأ يكون النسيج فيها متقارب (حياتها مستقرة) وهذا معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم :(وما أجد لكم رزقا أوسع من الصبر). أي: مبادئ تصبرون عليها.

6. الغاية من الحديث كله هي (الحياة السعيدة) أن تكون مكتفي ولما تبحث عن هذا الاكتفاء من خلال(المبادئ) سوف يكون هذا الإكتفاء مستمرا وممتدا لمراحل طويلة.

أما الأشياء المادية فقط كحسابات رياضية مثل ما هو واقع في المجتمع (الرأسمالي) الاكتفاء عندهم متعلق بالمال فقط.

7. يقال (القناعة كنز لا يفنى) لماذا أصبحت كنز لا يفنى؟ لأن حياتك تكون مستقرة وهادية ولايوجد فيها منغصات كثيرة .. المنغصات تأتي متى؟ مع الاضطرابات تعتقد بأنك اليوم هلكت وغدا ترى أن طموحاتك عالية

إذا عندك قناعة (عندك مبدأ) تعيش على الصبر الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم: (وما أجد لكم رزقا أوسع من الصبر)

هو الرضا، تصبر وترضى ويكون عندك مبدأ ، تقول: أنا أحقق اكتفائي بناء على هذا المبدأ.

لو تمعنت في الحديث تجد المقصود فيه (الصبر على المبدأ) .

يغنيك الله عزوجل بهذا المبدأ الذي تعيش عليه لأنه هو الذي يحكم حياتك وليست الأشياء هي التي تحكم .


من قناة: أ. جميل الرويلي