تأويل القرآن مهنة العلماء ،لا مهنة الجهّال يا دواعش 

فلاح الخالدي 

..................................................

التأويل هو :استخراج معاني القرآن من مضامينه واستنباط مراميه واكتشاف أبعاده، من خلال ما صرّح به القرآن نفسه وأكّده كقوله تعالى: (هُوَ الَّذِي أنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ وَأُخَرُ مُتَشابـِهاتٌ فَأمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبـِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبـِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلاّ اللهُ وَالرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ…)(1)،وقوله: (وَلَقَدْ جِئْناهُمْ بكِتاب فَصَّلْناهُ عَلى عِلْم هُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْم يُؤْمِنُونَ * هَلْ يَنْظُرُونَ إلاّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بـِالْحَقِّ فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ)(2), ومن هنا يجب التعاطي مع النصّ القرآني من خلال الغوص في دلالاته الباطنية وأبعاده،واستخراج معانيه الحقيقية التي يتوجب على الإنسان معرفتها , فأوكل الله هذه المهنة إلى العلماء الربانيين الراسخين في العلم ,ذلك رحمة منه ؛ليجعل الإنسان عاملا يبحث في دينه ليصل إلى الكمال بنفسه .

وبعد هذا نقول :إنَّ مجموعة ممن يدعون انتسابهم للإسلام ونصبوا أنفسهم علماءً أنكروا على المسلمين التأويل، واتهما من يؤول كلمات القرآن بالشرك ويجب قتله وإباحة دمه وماله وعرضه ؟! وعلى رأس هؤلاء ما سمي شيخ الإسلام ابن تيمية ،حيث نرى هذا الرجل ولعصور يحشّد المسلمين بعضهم على بعض بهذه الجريرة ذات الأصل القرآنيّ .

وبدورنا نقدم سؤالا إلى ابن تيمية ودواعشه الذين يقتلون الناس ظلما وافتراء على الله ورسوله ماذا تفسرون آية السجود ليوسف من قبل إخوته , إذ نرى الرؤيا التي رآها النبي وقصها على أبيه اختلف تطبيقها ؛ لأنَّها تتكلم عن سجود القمر والشمس والكواكب , فكيف سجد إخوة يوسف أمامه في حضرة سلطان زمانه ؟!! نريد من أحد أتباع ابن تيمية أن يخرج لنا تفسيرأ , هل إخوة يوسف كواكب وأمه الشمس وأبوه القمر ؟؟! فنقول وحسب اعتراضكم على التأويل :لا لأنهم بشر حالهم حالكم ،فكيف ذكرهم القرآن غير ذلك ؟؟!!.

وختاماً نقول إلى ابن تيمية وأتباعه ومن سار على خطه من الدواعش اليوم :ارجعوا إلى ربكم كفى عنادا، اتبعوا طريق الحق والهداية اللذين دلنا عليهما القرآن الكريم وهم محمد وآله الأتقياء الأنقياء الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا , فإنّ هذه الآية الكريمة وحدها تهدم معتقدكم الذي تم بناؤه لقرون من التدليس والكذب .