كل شيئ يستوجب وجود نقضيه ليستمر وجوده . هكذا سنة الله . ليس كمثله شيئ . فالله وحده هو الواحد . 
ظهور الشيئ يستوجب ظهور النقيض وظهور النقيض يتبعه ظهور الشيئ مرة اخرى . والدنيا كلها هي تقلب بين هذين . سنة الله ليس كمثله شيئ فهو وحده القيوم . 
ان نقيض الشيئ يؤدي إلى ظهوره. 
لولا المرض لما عرفنا او احسسنا بالصحة. لو كانت الصحة بدون مرض لما احسسنا بها ولما عرفناها ...لكانت باطنة. 
فالمرض يظهر الصحة . وهكذا النقائض. ولأن الله ليس له نقيض فهو باطن.
أما سبب تقلب الأشياء من ذاتها إلى نقيضها بشكل دوري. 
هذا لأن الله جعل لكل شيئ سببا. وإن سبب الشيئ هو ظهور نقيضه. 


إن أردت أظهار شيئ إلى رقعة الواقع عليك أن تأتي بنقيضه 

لابد من الجهد والجد قبل الراحة. لابد من الحرب قبل السلام. لذا كان لكل شيئ ثمن..

على صعيد آخر  . 

 السعادة تورث الغفلة والغفلة تورث الخطأ والخطأ يورث الألم
والألم يورث الندم والندم يورث التوبة والتوبة تورث الإصلاح والإصلاح يورث السعادة. وهكذا دواليك . لا يخرج شيئ في الدنيا من هكذا دائرة تسلكها الأشياء فتتقلب بها بين الشيئ ونقيضه.

وإن من البصيرة أن يرى الشخص ما وراء الأشياء.
وراء كل حقد يوجد ألم . وراء كل ألم يوجد حب .
فيتعامل مع النقيض ورائها. كي يسعى لتغييرها

ان النبي لم يتعامل مع الكفار بكفرهم . بل تعامل مع الخير الذي داخلهم فحرضه على الظهور. 
 فقط في الدنيا يجتمع  أهل النار وأهل الجنة .
يجتمع الخير والشر ويتقلبان. 
إنها القاعة المثالية ل ... اختبار 
توجب ان تكون هكذا لكي يستطيع كل منا الاختيار. فمن أراد اخيار الشر.يجده
ومن اراد الخير يجده.  ووجودهما معا على الأرض يوجب صدامهما 
 مجاهدة أهل الخير للشر  واجتنابه ومحاربة اهله . هو ثمن اختيارهم.لكل شيئ ثمن . وثمن الخير أن تلقى الشر وتواجهه . 
ان اهل الخير كالماء. اذا ما التقت مع النار . إما أن تطفئه أو ان تتبخر تتحول إلى بخار فتسمو  وتسمو إلى أن تصل إلى أعلى الدرجات وتتقطر فتصبح ماء نقي لا يشوبه شائبة . . سمها إن شئت. إما النصر أو الشهادة

من غير الله يستطيع ان يجعل حتى النقائض تتعايش بطريقة تكمل بعضها . رغم اصطدامها الأبدي إلا أن احداها لا يقدر على إلغاء الآخر. 

إن الدنيا هي نقطة حقيقة في بحر وهم . سمها إن شئت حقيقة ممدة 
الشقاء في الدنيا هو جزء من النار. 
والسعادة فيها هي جزء من الجنة 

فكما أن من أراد الشيئ عليه أظهار نقيضه 

فعلى من أراد جنة الآخرة أن يدخل نار الدنيا. 
وإن نار الدنيا على الذين آمنو ( كوني بردا وسلاما على ابراهيم )