من أرض الحدث أكتب لكم ما أشاهده الآن ويؤلم قلبي وروحي التي لم تصبح أماً بعد، لكنها تهفو لذلك. ما أشاهده يجعلني أرغب بالصراخ بشده في وجه الأم التي تتعمد وتمارس الجهل عنوة مع أطفاهلها رغم علمها بما يجب أن تقوم به من صواب. فهذه االأم الجاهلة تشغل أطفالها الأربع عنها بكل ما يمكن أن يؤثر على نفسياتهم وأخلاقياتهم سلبا في المستقبل. تقوم بذلك كي تستمتع هي بمتابعة آخر ما قيل من حوارات غوغاء على مواقع التواصل الاحتماعي و آخر ما نشر على الانتسقرام، أو لتدخل غرفة نومها لكي تقهقه بأعلى صوت مع أهلها وأطفالها مشغولين بمتابعة التلفاز.
هذا الجهاز الخطير الذي لطالما تحدث العلم عن خطر تأثيره على عقولنا كبشر ناهيك عن نفسيات وعقول الأطفال. فهي تعتقد بساذجة معتمدة أن كل ما تراه مرسوم و متحرك في التلفاز فهو مسلسل كرتوني صالح للأطفال لمشاهدته. رغم تحذيري المستمر لها وإبلاغها أن بعض هذه الرسوم المتحركة مخصصه للبالغين دون الأطفال. لكنها تجيبني بأسلوب مستفز تتعمده لتجعلني أشعر بالشفقة عليها قائلة "ماذا أفعل فمحمد يحب هذا المسلسل وهو المسلسل الوحيد الذي يشغله ويجعله يتوقف عن إزعاج إخوته الصغار" ! وفي أحيان أخرى تسأم مني وترمقني بتلك النظرة المتحدثة قائلة "بالله عليك دعيهم ينشغلون عني" أو بما هو أسوأ من ذلك "وما شأنك أنت؟". وتستمر في جعل أطفالها يشاهدون التلفاز دون مراعاة لما تحتويه هذه المسلسلات من مشاهد و لغة سيئة غير صالحة للاطفال.
حين أتفكر في هذ الأم وغيرها من مثيلاتها الأمهات الآتي يحملن شهادات تعليمية من جامعات في تخصصات تربوية في أغلبها و تحتوي على علم يسهم في توعيتهن في تربية الاطفال، أتسآل لم يخترن الجهل عنوة بالرغم من تقديم المعرفة لهن على طبق من ذهب. ربما هو الغرور بأنهن لن يأخذن النصيحة من أمرأة عزباء مثلي لا تعرف معنى الأمومة بعد، أو لأنهن قد تبرمجن على هذه التصرفات التي ورثنها أماً عن جدة، ففي نظرهن هذه هي التربية الصحيحة وهي ما تجعل من الأولاد رجال حقيقين والبنات "ستات بيوت".