يبهرني ويروقني جداً كيف للكلمات -مجموعة الأحرف الصغيرة تلك- ان يكون لها هذه القدرة في نسج الأفكار وفتق المشاعر .
الكلمات عظيمة ، لأن الله -بعظمته- من اختار ان تكون لنا كأداة تواصل وتعبير ، ودعاء.
أما عن تأثير الكلمات عليّ فلا يحصى بلغة الأرقام .
الى من ينعكس صدق دواخلهم على وجه كلماتهم
لأولئك الذين يسقون بذور قلوبنا ، لتكبر .. وتغدو اغصانا .
الذين يرون أن الكلمة الطيبة فرض عين ، لاكفاية!
لو يعلم هؤلا ان أسمائهم مُخلّده لايمحوها زمن ولا نسيان ..
لطالما اعتقدت ان هذا الصنف لايمكن ان تقدم له أجراً معنويا يريهم مدى لطفهم و نبلهم. وحده الله يستطيع ذلك .
معلمتي/ "ن" التي كانت تزرع فيّ كل صباح معنى القوة ..
ذلك المعنى الذي يجعلك تسير بـكـامـل إطمئنانك ، بكامل ثقتك .. المعنى الذي يجعلك تسير وتبصر طريقك لا لأن تجنب الحفر يكون بفضل نباهتك!
بل لأن يد الله وحدها كانت تحوطك من كل جهة، وما حذرك الا سبب يُجنّبك التواكل .
اما "ن" الأخرى
تلك التي قالت -فجأةً بعد صمت- :
اتمنى ان لدي إبنة مثلك!
مازلت اتذكر تفاصيل ذلك الحوار العابر
أتذكر ردي الصامت دون ان أنطق بأي كلمة تُعبّر عن لُطفك،
كان هذا منذ ٦ سنوات ، لا اعلم ان رزقك الله بواحدة تشبهني ام لا ،
لكن اقول لكِ الان بعد هذه المده:
الفتاة التي تمنّيتها في حرب دائمه مع نفسها ، تمشي في متاهه البحث، البحث الدائم .
آمل ان لاتكون فتاتك كذلك!
الى من ذهبت إليها استئذنها لأمر، فردّت من دون سابق إنذار : ماذا تريدين ان تصبحي عندما تكبرين؟
لمّا كان صمتي -المستغرب- ردي ، استرسلت موضّحة:
"أرى في عينيك شيئا. لا أراه في الأخريات ، عيناكِ تقول انك ستكونين شيئا كبيرا"
.......
لا أعلم ان كانت للعيون لغة يستطيع ان يرى منها المرء شيئا كهذا !
اكاد اجزم انها نسيت ماقالت ، فثلاث سنين كفيلة ان تُنسيها ،
لكن إليها أقول :
مازلت أعمل، ليكون ذلك الشيء ....
مع كوني متفائلة مع مرتبة الشرف ، الا انه لاينفك ان يراودني هاجس يقول:
هل حظي من النجاح ان يكون قلبي قد فاز بكلماتهم اللطيفة ؟
هل أنا استحق فعلاً؟ هل يعرفك الناس اكثر مما تعرف نفسك؟
هل نحن نعمل؟
هل نعمل بجد وعلى خطى ثابته لنرى لتلك الأحلام على أرض الواقع؟
ام ننتظر ان نُدفن ويُكتب على وجه قبورنا
"تِلكَ أمانيّهُمْ" !