تصريحات فضيلة المفتي منذ غزوة المطار التي اسموها قسورة(تيمنا بغزوات صدر الاسلام) والتي تنم عن توجه سياسي بطابع ديني,وتكفيره لكل مخالف له في الرأي,وحمله على ابناء المؤسسة العسكرية والأمنية,حماة الديار الساهرين على راحة الوطن والمواطن,اتخذها انصاره ذريعة للمضي قدما في الاسراف في القتل والتدمير وبالأخص بالمنطقة الشرقية,فكانت الجرافات تمخر عباب المتوسط مليئة بوسائل الدمار من عتاد ومغرر بهم تدفع لهم الاموال الطائلة,ليكون القتل وسيلة للارتزاق على مدى 3 سنوات وإحداث جفوة بين ابناء الوطن,تعالت خلالها الاصوات المنادية بالفدرالية في بلد تتقاذفه الامواج العاتية بفعل الأعاصير من مختلف الجهات,تضحيات العسكر من مختلف المناطق بما فيها المنطقة الغربية والشباب المساند,اسكتت تلك الشطحات, فالدماء الزكية انتصرت على ارادة الشر وسيعم الوئام ابناء الوطن.

مع اندحار انصار الشريعة وشورى الثوار ببنغازي واجدابيا وبعض مدن الشرق,اوعز المفتي الى حوارييه(الانصار) بان يستقبلوا اخوانهم الفارين بدينهم (المهاجرين)وطالب بان يتقاسموا سبل العيش من مأكل ومشرب ومسكن وان استدعى الامر ان يتنازل من له اكثر من زوجة لأخيه في الاسلام,اسوة بالسلف الصالح فكان له ما اراد,تمت استضافتهم بالمنطقة الغربية (المحررة) وليكونوا شهودا على مدى الدعم بمختلف انواعه لمن ظلوا يقاتلون طواغيت الردة في شرق الوطن.

اختفاء حكومة الانقاذ وميليشياتها من العاصمة كان لها اثر سلبي على فضيلة المفتي وأعوانه, يبدوا ان محبي المفتي_المداهنون,لم يعد بإمكانهم سماع كلماته النارية(فهو لا يخاف في الحق لومة لائم)بشان المخفيين قسرا من رجالات الدين وأصحاب الرأي السديد والعقول النيّرة وعدم جلاء الحقيقة من قبل النائب العام, فقد ذهب رئيس مكتب التحقيقات الذي سكت دهرا,الى الكشف عن مرتكبي بعض الجرائم والتي طالت زمرا كانوا يرابطون في سبيل الله واجبروا على الهجرة الى مدينة الخلافة-مصراته.

تفجير مجمع المحاكم وما نتج عنه من ازهاق ارواح بريئة,احدث تغييرا جذريا في العلاقة بين رفاق الامس,اعتبره المفتي غضبٌ من الرب,في حين اعتبره الانصار تصرف غير عقلاني ونكران جميل من قبل المهاجرين لمن آووهم ونصروهم.تكررت عمليات الدهم لحواريي المفتي بضواحي مصراته,قبض على البعض وتم الاستحواذ على كميات أسلحة كانت معدة للتصدير الى العصية,إضافة الى القضاء على اتباعه أصحاب الجريمة المنظمة من تهريب للوقود والبشر في صبراته بفعل الأهالي الذين ضاقوا ذرعا بتصرفات هؤلاء التكفيريين,انها اشبه بحروب الردة في صدر الإسلام التي اعاقت ولبرهة قيام الدولة وذهبت بالكثير من أبناء الامة وخاصة حفظة القران الذين كان جل همهم قيام الدولة ولم يفكروا يوما في مصالحهم الشخصية,لوأد الفتنة يجب الحجر على مسيلمة العصر,مفتي الديار الذي احدث شرخا في نسيجنا الاجتماعي, وإحالة اتباعه الى القضاء.

ترى هل ايقن عقّال المدن والقرى التي اتخذت العنف سبيلا لتحقيق مآرب مترفيها الحالمين بقيام دولة الخلافة والتي يتم تمويلها بواسطة ثروات الليبيين الظاهر منها والباطن,ان ما كان يقوم به مشائخهم وأعيانهم يعد عملا اجراميا في حق اخوتنا بكافة المناطق وخاصة بالشرق؟ نتمنى ان لا تقف الأمور عند هذا الحد بل ان تطال المداهمة من ساهموا في اعمال القتل والتشريد والتدمير الممنهج على مدى الأعوام الماضية,ونخص بالذكر منهم أصحاب رؤوس الأموال وقنوات الفتنة وإعلامييها.عندما يرفع الاسياد عباءتهم عن اذنابهم,سينكشف هؤلاء على حقيقتهم زغب الحواصل,فما لهم من محيص .

ميلاد عمر المزوغي