فقاطعتها غاضباً قائلاً بنبرة حزم "قولي شكراً"...

تختلف شخصياتنا وتختلف معها كذلك طبائعنا في التعبير عن الشكر، والأهم من ذلك في تلقى الشكر. فكلٌ منَّا له طريقته، فهذا يعتبر الكلمة الطيبة أعظم طريقة للشكر، وذاك لا تحركه كلمة، ولكن الأعمال الخدمية هي شفرته، وذاك لايعبأ بالكلمة ولا بالأعمال الخدمية، ولكنه يقفز فرحاً إذا أتيت له بهدية وهكذا...

وطريقتي في التعبير عن الشكر هي الكلمة الطيبة بشكلٍ أساسيّ، فتراني إن أتى أحدهم بهديةٍ لي أو ساعدني أو قام بما يستحق الشكر، لا أَمَلُّ من إلقاء الكلمات الطيبة "ربنا يخليك"، "تسلم إيدك"، "الأكل فعلاً جميل" حتى يَمَلّ. هذه طريقتي الأساسية في التعبير عن الشكر وكذلك في تلقّيه.

وتختلف طريقتي في الشكر عن طريقة زوجتي، فنحتاج دائماً إلى تذكير بعضنا بما ينتظره كلٍ منّا من الآخر. ولكنني في ذلك اليوم كنت مرهقاً جداً وكنت منتظر كلمة شكراً حتى أرتوي بها، فانتظرت بضع دقائق، حتى قاطعتها غاضباً "قولي شكراً".

لقد استوقفني في هذا المشهد إحساسي الشديد بانتظاري لكلمة الشكر وغضبي الشديد لعدم تلقيها، وكم للّه علينا من نعمٍ لا تُعدُّ ولا تُحصى، ونحن قد اعتدناها وألفناها إيلاف قريش لنعم الله.

لقد أمرنا سبحانه وتعالى أن نشكر نعمه ولا نكفرها في سورة البقرة، قائلاً:
((فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ))

ان كنّا نحن عباد الله ننتظر الشكر من عباد الله، أليس من الأولى ألا ننسى شكر الله؟