مع انطلاقة الربيع العربي شاهدنا تحرك الاقليات ليكون لها دور في الاحداث,رفعت أعلامها, علّها تظفر بحكم ذاتي مؤقت سيفضي حتما من وجهة نظرهم الى قيام كيانات سياسية لهم,ما يعني انه سيكس بيكو جديد بالمنطقة للامعان في تمزيقها من قبل الدول الاستعمارية, لئلا تقوم للعرب قائمة.

امازيغ ليبيا رفعوا رايتهم في كافة مشاركاتهم الاحتفالية التي اعقبت الثورة,كنا ننظر اليها على انها معلم ثقافي ومع مرور الوقت,طالبوا (لا يتعدون 6% من السكان) بضرورة دسترة الامازيغية لحفظها من الاندثار والعمل على تعلّمها وإدخالها ضمن المناهج الدراسية بمناطقهم واستعمالها في المكاتبات والمستندات الرسمية للدولة,وحيث ان هيئة الدستور التي قاطع الامازيغ انتخاباتها,لم تأخذ بمطلبهم على اعتبار ان الدولة تمر بظروف صعبة في كافة المجالات والاستجابة لهم قد تشجع اعراق اخرى (الطوارق-التبو) ما يدخل البلد في دوامة عنف اثني ناهيك عن العنف السياسي والإيديولوجي المستمر ما يساهم في تقسيم البلد,فإنهم عمدوا الى مقاطعة الهيئات التنفيذية والتشريعية,بل وصل الامر بالمجلس المحلي نالوت الى استصدار قرار رقم ( 4 ) لسنة 2014م يعتبر يوم الخميس(يوم انتخاب هيئة الدستور)الموافق 20/2/2014  "هو يوم اسود في تاريخ ليبيا وسنطلق عليه اسم ( اس نتكركاس ) يوم الكذب علي الليبيين".   

وفي خطوة تصعيديه اعلن أمازيغ ليبيا من خلال مجلسهم البدء في العمل على اصدار القانون رقم (1)لسنة2017،بشأن ترسيم لغتهم كلغة رسمية في المدن والمناطق الأمازيغية بليبيا.

اكاد اجزم بأنه وعلى امتداد تاريخ ليبيا منذ الفتح الاسلامي والى الان لم يلحق السكان الاصليين أي غبن او اذى ولم يكن هناك أي مجال حكرا على غيرهم بل شاركوا بفاعلية في كافة الميادين بما فيها المجالات الحساسة الجيش والقوى الامنية المختلفة ولم نشعر يوما بان هناك فرقا بين السكان, وعاش الجميع سواسية في وئام وسلام

ترى ما الذي يخطط له امازيغ ليبيا في ظل الاوضاع الراهنة؟ المتتبع لتحركاتهم يلاحظ بأنهم لا يهدفون الى حماية تراثهم والتعريف به,بل يسعون الى تكوين اقليم لهم يحظى بشيء من الاستقلالية(حكم ذاتي),اولى تلك الخطوات تمثّل في تشكيل المجلس الاعلى لأمازيغ ليبيا (البرلمان) الذي سبق له وان اعلن ان 13 من يناير 2016,(حيث اتخذ امازيغ شمال افريقيا  13 من يناير من كل عام رأسا للسنة الامازيغية)عطلة رسمية في المناطق الناطقة باللغة الامازيغية,ما يعد تعديا على سيادة الدولة الليبية.

 ان ما يقوم به الاخوة الامازيغ هي محاولات جادة لقيام كيان مستقل لهم, فبعد ترسيم اللغة يأتي ترسيم الحدود وبذلك يتحقق ما ذهب اليه الغرب من ان ليبيا سيتم تقسيمها الى 5 دويلات اثنية وجهوية.

نتمنى على اخوتنا الامازيغ بأن يفوتوا الفرصة على اعداء الوطن المتربصين به,وان العروبة ليست عرقا بل ثقافة انارت دروبا وساهمت في خدمة الحضارة الانسانية وتطور العلوم المختلفة, فالعرب لم يكونوا مجرد ناقلين ليس إلا ,بل انهم نقحوا و اضافوا ما يدل على الفهم والابتكار,ويكفي العربية شرفا انها لغة القرآن ويكفي العرب انهم بكل رحابة صدر وسماحة خلق ساهموا في نشر الدين الاسلامي في كافة اصقاع العالم .

ميلاد عمر المزوغي