في عمقهِ أختبىء وفي تلاطم موجهِ أرتعدّ ، في ملوحتهِ استلذّ وعند الهيّام اقترب فيه يُدفن الأضطراب ويلد الشوقمن رحمِ المعناة ، فأن لم تكن لمشاعركَ لحظات عاطفية ستتفجرُ باكية لسماع شهقات الأمواج والظلام الحالك ستُصبح مهووسًا بحبها ومجنونًا كقيس في عشيقتهِ
وشاعرَ حُبٍ وسلامٍ كنزار وطائرًا يُحلق ليلفتُ الأنظار قويًا بنبضات ليست بصدرك وقريبًا بدعائِها لك هشًا دون إنكسار ، فالشوق فتت لُب الوجد وتمكن من إخفاء كُل هذا للبحر ، لحظات وتتفقد ذاكرتك وتنصهرُ في الأحزان فلا قلبُك صامدًا على بُعد في غير آوانهِ ولا أنتّ تُفارق مُخيلتها المبتورة من عشقٍ وهوانّ دقائق ويرنُ هاتفك دقائق وتتنفسُ صوتها وتستنشق عبيرًا لا يُخالطه بُهتان ..
ستبرقُ لهفتُك على خديها كما يبرق اللؤلؤ والمرجان ويطغى صوتُك على مسامعها كالبركانْ ستتلون كما قوس الرحمن ، يالك من وغد مُحتال رسمت ليّ مالم يكن يومًا في الحُسبان سأُبحر على أمواجك دون قصورٍ أو أمتان سأنتصر وأعود بها لتبطل كُل تأويلك بالخذلانّ سترى أنّ حُبها من سابق الأزمان غرسًا أنبتهُ صدري دون سُقياك ودون أنّ نشعر بخيانتكَ على سُفن البحارةِ وعالم الأوهام ولكنك في نهاية الأمر غلبتني فهواها وهي بقُربي خالج الأجفان وودتُ لو أن حُبها ينتهي بإقترابٍ لا يتبعه فراق ولكن الهيامَ قضى على كُل الأفكار وأصبحتْ يا بحرًا مُعينًا لكلِ العشاق ولا يليقُ بك ذلك اللقبّ الغدار .
" كُل ما ظننتهُ عائقًا ، أصبح عالقًا بذهنك من عَجب ما أبهرك به الزمان "
-غادة آل سليمان