إلى الذي كلما لمح بريق الدمع في عيني
سألني بكل رتابة العالم : كيف حالك ؟
تمنيت دائماً أن أخبرك بأنّي لست بخير ..
وبأن قهقهات الضحك ماكانت إلا إخفاء لحزني المختبئ بصدري ..
تمنيت لو أشرح لك كيف تغيّرني الظروف من غير أن يتسلل التعب إلى صوتي لأختار الصمت في كل الأحوال .
أنّي و من بعد شهورٍ طويلة من الصمت والصبر شعرت بحاجةٍ للكلام ، للبكاء ، وربما الصراخ !
هذا الصمت الذي كنت أتفادى من خلاله الناس أصبح يأكل قلبي ،
هذا الليل الطويل الصامت يسرق منّي عمراً طويلاً ..
وهذهِ الأعذار المُبتذلة لم تعد تثير اهتمامي ،
تمنيت لو كانت الأيام بصحبة وجهك ، بدهشة ضحكتك ، بحلاوة عينيك ، ولكنها للأسف كانت زرقاء مثل لون الحزن أو ربما بيضاء مثل لون الموت لا أعرف تحديداً كل ما أعرفه أنها باهته وطويلة لاتطويها الأغاني والقصائد ولا حتى صوتك !
منذ أن فقدت الشغف
وأنا أنام وفي رأسي رسالة لم تُكتب بعد ..
وقصيدة بصوت جَهورٍ لم أُكمل تسجيلها ..
وأغنية عالقة بين حشرجةِ الكلام في حنجرتي ..
منذ أن تعلمت أن لاشيء يدوم حتى الأفكار التي بداخلك وأنا أُتقن فنّ التخلي ..
إنه لمن الجهل أن تُحاول الإمساك بأشياء ستتخلى عنك في النهاية ، كنت أفلت يدي دائماً وأغادر الأشخاص ، الاماكن ، الشعور ، الصور و الذكريات ، وحدهُ الخوف كان يتشبث بي وكأنني أمٌ له ..
كُنت قد سألتني يوماً :
ماذا يفعل الخوف بالأنسان ؟
-الخوف يجعل الأنسان يشيخ .
يسكن بين رجفةِ أصابعك ، ويمتد كالليل الطويل تحت عينك ، وينام معك على وسادتك ، يلازمك كما لو أنه ظِل !
-هل تستطيع بعد كل هذا التعب أن تساعدني لأهزم مخاوفي ؟

-أثير آل واكد .