تساءل كثير : هل أحمل السلاحَ ضدّ وَطني ؟
بعد ما تذكر ذلك الرجل ذو الرداءِ الأسود والعمامة السوداء وهو يقول له سرًا :
هل أدلك على طريقة تدخل بِها إلى الجنة ؟
- نعم أجبته مسرعًا.
إذًا عليك بقتل والديّك أولًا - اجاب الرجل.
وأكد الرجل كلامه مرة آخرى :
إن كنت تُريد أن تدخل الجنة يا صغيري فاقتل ، نعم اقتل واسلب ، حتى تنعم بِها وبملذاتها وبحورِها.
وتذكر بعدهُ حوارًا آخر مع الدتِه وإحدى شقيقاته !
نعم ي أمي الكثيرون هم الذين صدقوا أكاذيب كهذه !
- ماذا كان مصيرهم ؟ - تساءلت الام .
- لقد جّنوا على أنفسهم وباتوا خائبين خاسرين مذلولين .
أخذته الحيرة كثيرًا ، من يصدق ؟
يسمع لمن ويدع من ؟
فكر كثيرًا وكثيرًا ؟
هل أحمل السلاح ضد وطني ؟
تراجع للوراء قليلا ، مُحاولًا طرد هذه الفكرة من رأسِه!
وردد مرارًا وتكرارا :
انا لن اتبع أولئك الكاذبين، لا أريد أن يصبح مصيري كمصيرهم ،
واخذ يحدث نفسه :
وانا انا نفسي لن استطيع فعل ذلك ،
لا استطيع ان أكون خائن لوطني،
فقد نشأتُ على أرضه ، وترعرعت في تربته ، وتعلمت ولعبت بين أرجائه ،
فكيف لي أن أحمل عليه السلاح وابيده !
هو كريم معي جدا ،
لم يحملني بعيدًا ، لم ينبذني ،
بل احتضنني حين ما كان غيري تُسلب منهم أوطانهم
احتضنني في الوقت الذي كانت فيه أُمَمٌ يهربون من أوطانهم لأنها لم تعد اوطانهم!
بعد كل ما فعل لي ، كيف لي أن أحمل السلاح ضد وطني ؟
كيف لي أن أطعن الأرض التي نشأت على أرضها ؟
بدلًا من أن أرد الجميل ، وأبني لها مجدًا ، اتفاخر بِه ، اسلب امجادها واحاول زعزعت امنها ؟
لن أفعل ذلك ، لن أرضي غرورك أيها المخادع الكاذب ،
فالجنة ليست بيدك بل بيد خالقنا.
تقول لي بأنني سأدخل الجنة إن قتلت وفجرت ؟
كذبت يا هذا !
فأنا لن أدخل الجنة لو فجرت البيت الحرام ،
ولو ابدتُ جميع المعتمرين والحجاج ، فلن ادخل الجنة !
تأكد بأنك لن تستطيع خداعي ،
فلقد علمتني والدتي أن الجنة بيد الله لا بأيديكم ،
وعلمتني أنه من يفجر بيت الله ، يفسد في الأرض سيلقى جزاءهُ يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون.
لن أستمع لحديثكم التافه الفارغ !
سأبقى متمسكًا بوطنيتي بولائي ،
وبسمعي وبصري وبكل جوارحي سأقف ضدكم!
﴿عّـزيـزه؛عبدالقادِر❈.