الحركات الجهادية التي كانت تتربص بالوطن,شاركت بقوة في اسقاط النظام بمساعدة الحلف الصليبي اليعربي,وشرذمة من المحليين الساعين في خراب الوطن ونهب خيراته,بحجة التعويض عما لحقهم خلال اربعة عقود,فاكتالوا بأنفسهم لأنفسهم,اتوا على الاخضر واليابس, منهم من اكتفى بما تحصّل عليه وعاد الى قواعده سالما غانما,يخرج بين الفينة والأخرى على وسائل الاعلام ليثبت لنا بأنه لا يزال موجود,يراقب عن كثب ما يحدث,ومنهم من لا يزال ينخر في جسم الوطن كالسوس,ليأتي على كل شيء فهؤلاء لا يشبعون ولو اجتمعت لهم اموال قارون.
معسكرات تدريب وتفريخ الحركات المتطرفة(داعش وأخواتها)اقيمت بصبراته بعيد سقوط النظام مباشرة,علمنا فيما بعد ان احد القادة كان عضوا بالمجلس الانتقالي الذي كان معول الاعداء في عملية تدمير الوطن,تحت امرة الشيخ الجليل-تحكيم شرع الله,سكان المدينة والمناطق المجاورة على علم بوجود الدواعش بين ظهرانيهم,يسرحون ويمرحون في كافة الأرجاء, طائرات الاستطلاع لم تنفك يوما عن التحويم في الاجواء,فهؤلاء من ناحية يراقبون الزرع والنسل وطرق القوافل (مسارب تحركاتهم)نحو بؤر التوتر,ومن ناحية اخرى محاولة حصره لئلا ينقلب السحر على الساحر, فيحصل ما لا يحمد عقباه,وكذلك التخلص منهم عند اتمام المهمة الموكلة اليهم.
المتصدرون المشهد ينكرون وجود داعش وأخواتها,ويذهب مفكرونا ومحللونا السياسيين الى الترجمة الحرفية للمصطلح,ويعتبرونه ضربا من الخيال.في بنغازي يضفون عليهم صبغة الثوار وأنصار الشريعة,الاحق من غيرهم بحكم البلد,يمدونهم بالأموال والسلاح والمغرر بهم عبر قوافل الموت برا وبحرا,اما في سرت فإنهم في البدء سلموا لهم المدينة نكاية بسكانها وكأن ما لحقها من قتل وتشريد وتدمير لم يشفي غليلهم,فهم في غيهم يعمهون.
ما حدث بمجمع محاكم مصراته لم يكن مستبعدا,فمن يزرع حتما سيحصد ولو بعد حين,ومن يرد للآخرين سوءا سيناله ولو بعضه,مع الاخذ في الاعتبار ان كمية الحصاد(المحصول-الانتاج) ستكون اكبر من كمية الزرع(البذور-راس المال) خاصة ان كانت المواسم ربيع دائم بسبب الامطار الاصطناعية,"لنا باع في هذا المجال حيث لدينا مشروع زرع السحب الوحيد في المنطقة " ,وتلك بديهيات العمليات التجارية وقد تكون الارباح مضاعفة, وتلك اقصى امانيهم.
المؤسف له حقا ولا نقول المخزي,,هناك من خرجوا علينا عقب تفجير مجمع المحاكم,يلقون باللائمة على قوات الكرامة والمساندين لها,بالسماح لهؤلاء(الذين دعموهم بكل الوسائل فأطالوا امد الحرب) بالخروج من بنغازي بعد ان ايقنوا ان وجودهم بها يعني فناءهم,وتناسى هؤلاء الساسة المنتخبون شعبيا والمنتقون اقليميا ودوليا,انه من الحكمة ان تتاح "للعدو" فرصة النجاة لتقليل الخسائر,وحشر هؤلاء في مناطق ليست آهلة بالسكان,فإما ان يعود اليهم رشدهم فيقومون بالمراجعة على غرار (اخوانهم)المسلمين!حيث التقية,او يسهل القضاء عليهم.
كلمات جد بسيطة نقولها لهؤلاء المتبرمون,المتغيرون كالحرباء,اللاهثون خلف مصالحهم, ليضعوها اقراطا في اذانهم,ان سرائرهم قد تكشفت,تعروا من ورق التوت,للعملاء صلاحية محدودة تتناسب عكسيا مع حجم العمالة,في احسن الاحوال يلقى بهم جانبا فتنهار قواهم فجأة, لأنهم لم يتعودا العيش في الظل,او يُسلّمون الى دولهم فيتم القصاص والشواهد على ذلك كثيرة.
كفى ضحكا على الذقون والتلاعب بمصير شعب,كان جل همه ان يتحسن وضعه المعيشي وينعم بالرخاء,فإذا به يفقد كل شيء ولم يعد قادرا على سد رمقه.
يرحم الله الشهداء,ويشفي الجرحى,ويكون في عون الشاهدين.
ميلاد عمر المزوغي