Image title

عيش المعنى

ظليت وعلى مدى أسبوع كامل وأنا أتأمل تلك الوردة الصغيرة الجميلة التي أشاهدها يوميا كل صباح بجوار البوابة حين دخولي للدوام .. تلك الوردة الجميلة ليست إلا وردة مع حشد كبير من الورود تزين الشارع يمينا ويسارا .. كثيرة العدد جميلة المنظر ..

وأنا أمر يجوارها أرى جمالها الوردي ثابت ، أشعر بحيوتها ولطافة طاقتها ، أشعر بعمق حبها للحياة وكأنها كل يوم تتزين للداخلين والخارجين من الناس وكأنها على عهد ووعد مع صاحب المكان أن لا تظهر ولو للحظة واحدة بمظهر قبيح أو حزين .

لم تطلب في عقدها مع تلك المنشئة إلا أن يوفر لها الماء بالقدر الكافي عدا ذلك لا ترى في توفيره قيمة ومعنى.

كنت أتساءل ولازلت : ألا يمكن أن تكون حياتنا كجمال تلك الزهور ؟

بمعنى :

أن يكون كل يوم بداية جميلة جديدة غير مثقلة بالماضي وماذا حدث ؟ ولو أني فعلت ؟ وكيف لي أن تركت ؟  وما عسى تلك الفرصة فاتت؟

حياة لطيفة ويوم رائع غير مرتبط بآمال مستقبل مجهول وأحلام لا نقبض منها شيئا و تفكير في غد لم يأت بعد وحديث عن هناك في البعيد .

حياة متألقة كتألق الورود تشع بهجة وسعادة ، حياة بعهد وميثاق مع أنفسنا أن لا نظهر في مظهر قبيح و ألا نبالي بالحزن والهم والاكتئاب وشرود الذهن.

كل ما وجدته من تلك الحديقة أن أخبرتني عن درس في الحياة جميل وهو أن ( تعيش المعنى ) ..

تعيش معنى الحياة .. معنى السعادة .. معنى الجمال .. معنى الفرح .. معنى البهجة ..

أن تعيش دون حساب وقت ودون اعتبار لمكان .

أن تهمل الكلمات الرنانة .. الطموح والأمل والمستقبل والجد والاجتهاد والقناعة والرضى ..

فقط أن تجسد في خلاياك ووعيك وفكرك وكل لحظات حياتك العيش والتلذذ والاستمرار في المعنى.

وأنوه في الأخير أن الورد حينما يجتمع مع بعض وحينما يتنوع شكله ولونه فيصبح أجمل ، وحين يترتب بشكل رائع و يوضع في مكان مناسب فإنه يزداد حسنا ويزيد المكان جمالا مع علمنا أنه جميل بذاته .. وهنا يتضح أن عيش المعنى ليس بالثبات وعدم الحركة بل عيش المعنى بروعة معناه فإنه كلما تشكل زاد جمال الحياة جمالا ..