في منتصف النهار يرن هاتف العمل وإذا بأبٍ حنون يسأل عن توفر شواغر وظيفية لابنته الخريجة،، تدور في خلدي كثيرا وأود أن اسأله وأين ابنتك ؟؟
ومن ناحيةٍ اخرى تطل عليّ أم مع ابنتها لتسألني عن برامج جديدة تزيد من مهارات الفتاة الشابة ،،
أغلب من يدخل من الفتيات تبدو شخصياتهم واثقة يودون الحديث والإستفسار لكن الأم لاتدع لها مجالاً للحديث ..
نمارس كثيرا كوالدين الوصاية والحماية الزائدة على ابنائنا ،،
ونشعر أنهم لايعرفون كيف يديرون يومهم ولايستطيعون إيصال المعلومات التي لديهم للطرف الآخر ،،
وأننا نفهم بإحتياجاتهم أكثر منهم لذلك من المفترض أن نبحث وأن نجاوب بدلا عنهم ،،
وننسى أننا كنا يوماً في مثل أعمارهم واخطأنا كثيرا وسقطنا أكثر حتى تعلمنا ووصلنا الى مانحن عليه اليوم ..
ابتسم لأني أعرف مشاعرالرحمة والحب التي في قلب الأم عندما تود الحديث والنقاش عن ابنتها ..
ومتيقنة أنها لاتقصد ضررا بابنتها لكني كثيرا ماأود أن أقول لها أريد السماع من ابنتك وليس منك !!
ماتريد؟ ماهي ميولها ؟
مالمواعيد التي تناسبها ؟
اجعليها تتحدث لتتعلم ، اليوم أنت معها لكن غدا ستواجه الحياة لوحدها ،،
قلب الوالدين عظيم جدا ولو كان هناك خيارا ليشقّوا الحياة بدلاً عن ابنائهم لاختاروه،،
لكن للأسف الحياة ستجبر الولد على أن يشقّها لوحده لذلك أود أن أقولها لكل أم أو أب حب الأبناء لايكفي فقط للتربية،،
فكم من أم ضيعت ابنائها بالحب ،،
لابد أن يتزامن مع الحب العلم بالتربية ..
ومن أساسيات حب الأبناء أن نجعلهم يخوضوا التجارب لتعلمهم المسؤولية ،،
الجميع يريد أن يكون ابنه أفضل منه لكن الواقع يقول لن يصبح أفضل إلا إذا قللّت بعضاً من قيودك وجعلته ينطلق ويغوص بالحياة يتحدث مع فلان وفلان يخطئ مرة ويصيب اخرى ،،
حتى النصائح التي تقدمها له على طبق من ذهب سابقاً قدمها لك والدك لكن لم تسمعها منه ،، بل جربت ثم اقتنعت ،،
اجعله يجرّب مثلك حتى يتعلم .. وراقبه من بعيد حتى لاينزلق ..
فالولد الذي مازال صغيرا بعين أمه وتستر عن اخطائه لكي لايعلم والده ،،
غدا سيراه المدير رجلا يتحمل تصرفاته وحتى عثرات لسانه ستؤخذ عليه ..
لاتضيعوا ابنائكم بحرصكم ..
بل اجعلوهم يجربوا حتى يصبحوا مسؤوليين تعتمدوا عليهم ..