تعتبر الألوان منبها شعورياً و شاحناً للنفس حيث ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالحالات الشعورية كما أن لها تأثيرا كبيرا على انفعالات النفس و بعث الطاقات الإيجابية أو السلبية في لجسم.
لقد ارتبطت الألوان بالحالات الشعورية منذ الأزل فظلت الألوان الفاتحة باعثا على الراحة النفسية و الاسترخاء بينما تتجه الألوان القاتمة عموماً إلى خلق جو يبعث على الحزن أو الاستياء أو ربما التوتر.
ترى ماهي الإيحاءات الشعورية المختلفة للألوان؟
-اللون دافع قوي نحو القرار
كثيرا ما يرتبط اللون بقراراتك و قد يكون باعثاً على الإقدام على شيء أو عن الامتناع عنه. حيث يتجه الخبراء إلى اختيار دقيق للون في المشاريع الدعائية و الإعلانية استقطابا لاهتمام العملاء و يعتبر ذلك من قبيل الجذب النفسي غير المباشر في الدعوة إلى اقتناء أشياء معينة. غير أن اللون في حد ذاته قد يقودك إلى الامتناع عن اقتناء منتج معين فلو كنت مثلا تسعى اقتناء بعض السلع التي توضع عليها خصومات معينة تعرض بألوان معينة ثم وجدت أن مصداقية العروض ضئيلة لاشك أن ذلك سيكون لديك نفوراً من ذلك اللون لاحقا و يدفعك إلى اقتناء أشياء أكثر مصداقية فتبتعد آليا عن ذلك اللون.
-الألوان سبيل غير مباشر للترويج
الألوان طريقة يتبعها خبراء الدعاية للترويج وبطرق مدروسة حيث ثبت علمياً مثلاً أن اللون الأحمر من الألوان الصارخة التي تسترعي انتباها مضاعفا لدى المتلقي فلو اقتنيت سيارة حمراء مثلا ستكون أكثر تعرضا للسرقة، كما أن إشارات المنع المرورية تتخذ من اللون الأحمر لونا طاغيا وهذا ما جعل استعمال هذا اللون شيئا رائجا جدا للفت انتباه الجماهير.
الألوان و تأثيراتها الكامنة
الألوان مفاتيح الشعور حيث تعتبر الألوان الفاتحة ألواناً مريحة للعين و مبعثا كامنا للراحة النفسية فاللون الأبيض مثلا يشعرك بالاتساع كما أن اللون الأخضر يبعد عنك التوتر و هو سبب استعماله في المستشفيات و منتجعات المرضى. بينما يعتبر اللون الأصفر منشطاً و منبهاً وهو ما يدفع الكثير إلى استعماله في غرف الأولاد إذ يحثهم على المذاكرة و يزيد من تركيزهم.
و في الأخير ندعو الجميع إلى اختيار الألوان الأكثر بعثا للارتياح و اجتناب كل ما من شأنه إثارة التوتر و القلق النفسي...فلنجعل من اللون طريقا آمنا نحو السكينة و الارتياح النفسي.