|| لــ ( نصل رحمنا ) ..~ ||
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد..
فإن الله تعالى قال في محكم التنزيل : ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأمُرُ بِالعَدلِ وَالإِحسانِ وَإيتاءِ ذِي القُربى وَيَنهى عَنِ الفَحشاءِ وَالمُنكَرِ وَالبَغيِ يَعِظُكُم لَعَلَّكُم تَذَكَّرونَ﴾ [النحل: ٩٠]
هناك أناس
يتنافرون
يتهاجرون
يتدابرون
ربما لـأيآم أو أسابيع أو شهور وربما طال ذلك ووصل الأمر للسنين
يأخذهم الكبر وتأخذهم عزة النفس فلايتصافون ولايتصالحون
أي عزة نفسٍ هذه التي تمنع من صلة الرحم
وإنهم ينسون بل يتناسون أن هناك رحم معلقة تقول: (من وصلني وصله الله،ومن قطعني قطعه الله)
ويتجاهلون أمواتًا تصلهم أخبار الأحياء فيتألمون لحالهم ويتمنون لويومؤا بحركة أنْ (صلوا رحمكم)
عن أنس-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله : "إن الرحم شُجْنةُ متمِسكة بالعرش تكلم بلسان ذُلَق ، اللهم صل من وصلني واقطع من قطعني ، فيقول ـ تبارك وتعالى ـ : أنا الرحمن الرحيم ، و إني شققت للرحم من اسمي ، فمن وصلها وصلته، ومن نكثها نكثه". الحديث له اصل في البخاري – الفتح 10(5988) والأدب المفرد ومجمع الزوائد (5/151) واللفظ له وقال : رواه البزار وإسناده حسن والترغيب والترهيب (3/340) وقال إسنادة حسن
أتعلمون متى يزداد تعجبي ..؟!
حينما أعلم أن هؤلاء المتهاجرين ( إخوة )
من رحم واحدة .. مكثوا في بيت واحد .. تقاسموا لقمة عيش واحدة ..
ومع ذلك هم شتــآت .. وأسباب شتاتهم تفاهات ..!
إخوتي لــ ( نصل رحمنا ) ..
فالدنيا قصيرة .. والموت لامحالة كل نَفْسٍ ستتذوقه .. وكل نفْسٍ ستُغرغر في الحلق
وكل نفَسٍ سينقطع ..وكل قلب سيتوقف عن العمل ..
وسنصبح حينها جسدًا هامدًا بلاروح ..
ويصبح مكاننا تلك الحفرة الضيقة التي دخلها الصغير والكبير..
الفقير والغني .. العالم والجاهل ..حفرة مظلمة لانرى فيها سوى أعمالنا
حسنة وسيئة .. وفقط عند عرض تلك الأعمال سندرك كم نحنُ جُهلاء ..!
فقد قطعنا رحمًا .. وهجرنا جارًا .. وعادينا صديقًا ..
فلنصل رحمنا لِــ يصلنا الله ..