أنّ تواجهَ كُل غمرةٍ تدور في رأسك وتتقلب بين جوارحك يعني هذا أنك قادرًا على مكابدِك ونافعًا بخيرٍ من خيرك أنّ تتبدل وتتجدد من حينٍ لآخر ، هذا لا يعني أنك ترتدي جلد أفعى سامة، بل أنّك تواكب أجيالًا وتتفهم عقولًا وتتفتح لكي تُنير كالسراج ، وأنّ تبتسم للغرباء وتستنشق أطيابَ زهر الليمون بحُب هذا لا يعني أنّك ليس بالمألوف ولا غريب الأطوار، بل يعني أنّ اختلافك مميز حيث أنّ كُل الأزهار تتمنى لو أنها زهرة الليمون الصفراء ، وأنّ ترى تلك الغيوم تتشكلُ لك كالكلمات في كتاب أحبهُ قلبُك دونّ أنّ يُتمم قرأته حتى الآن ، وكم من عُمرٍ يتمنى لو أنهُ يعود ليعيش بك لا لتعيش وتترعرع بأحضانه، وكم من فتاة سبقت أقدارها لتنال نظرةً من مُحياك ! أخجلتَني طربًا وشعرًا من شفتاك ليت لي من غُصون العنب أوراق لكي أكتب لك حبرًا لا يُجف ولا يُباع رغم هذا سأشتري لك محراب لتبني قصورًا وتزرع حقولًا وتبهج نفوسًا أماته كُل فراق، لا تذهب فخانني كُل قلمٍ من غبطةِ عودتك وإعتزلت كُل مافي جُعبتي من أفكار، تدنت سهامُك علي ولاح سناك سأُهاجرَ إليك لا برفقتك فالنار في قلبّي تمكنت وأصبحت أضلعي حطبًا وجسدي لهيبًا من الأخطار، فالخطرُ ليس بالجوع والعطش للطعام بل لرؤيتكَ وتقبيل ذاك الجبين المُختال ..
-غادة آل سليمان