أمريكا لا تبني أوطان

رحيم الخالدي

من يَطّلِعْ على التاريخ يقرأ العجب، ومن يصدق أن أمريكا تريد السلام والأمان في العالم، كالحالم يرى أنه يطير بأجنحة بن فرناس، فوق مثلث برمودا وهذا من المستحيلات .

من لا يعرف أمريكا عليه يقرأ لمحات بسيطة، وليس التاريخ كاملا، ليرى حجم الإجرام الذي يفوق أي تفكير، كثيرون من يهرولون خلف أمريكا! وسؤال لهؤلاء كيف تؤمن بمحتل يريد لك السلام .

الأساليب التي إتبعها المحتلون، ضد الأقوام من الهنود الحمر سكان الأرض الأصليين، لا يمكن تخيلها، وتم إستعمال كافة الأسلحة المتاحة، ولكن السلاح الصامت الذي يلبس الوجه الإنساني، تم إستعماله لكن بطرقٍ خبيثةٍ، ولا ننسى أن  لهؤلاء القبائل لغاتهم المتنوعة،. حيث جلب الأوربيون معهم هدية، الأمراض كوسيلة حرب بيولوجية، كالجدري والحصبة والطاعون والكوليرا والتيفود والدفتيريا والسعال الديكي والملاريا، وبقية الأوبئة التي كانت تحصد السكان الأصليين، وكانت السلطات البريطانية توزع عليهم الألحفة "الأغطية" الحاملة للأمراض عمداً، بهدف نشر الأمراض بينهم، فهل ستؤمن بالأمريكيين أو البريطانيين، أن يأتيك بالسلام والأمان، وهم من يصنع العدو، وما وَجَدَهُ أبناءُ الحشدِ في الأماكن التي تم تحريرها، الأغذية الجاهزة للمعركة صنعت في أمريكا، وهذا أبسط دليل على أن "داعش" جنودهم وصناعتهم .

الهرولة خلف أمريكا! من قبل طرفين، وكل منهم يريد شيئاً، لا يمكن تحققه الا بالرجوع للشريك في الوطن، فالإقليم يلوح بين الحين والآخر بالاستقلال! والطرف السني يريد إقليما! وهو أول من رفض فكرة الأقاليم، عندما طُرحت في أول الغيث، بحجة تقسيم العراق، والكل يريد التسليح من غير الرجوع للحكومة المركزية، مع دفع الأموال من قبل حكومة المركز وهذه معادلة غير متكافئة .

الوطن لا يُبنى إلا بالتفاهم والتعاضد، وفلسطين تنازلت عن الأرض مقابل السلام، وأول محادثات جدية كانت أوسلو! وتدمرت كل المدن الفلسطينية، من دون تحقق أي شيء سوى لإسرائيل، وأمنها ومن يعتقد أن أمريكا تريد السلام في العراق، فهو واهم والأمن والأمان لا يتحقق الا بتصفية بالوحدة والجلوس للطاولة المستديرة أمر لابد منه.

الحشد الشعبي جرى تعطيله أكثر من مرة، بتحرير المناطق التي إحتلها داعش، وهذا هو إسلوب الهيمنة يجعل لك في وطنك فايروس ينهش بالجسد، لينقض عله وقت الضعف، والذي يجري اليوم في الأنبار من التعطيل، ليس إلا بأنهم عرفوا لو بدأت المعارك، فستكون نهاية داعش أبدية، وهذا ما لا يقبلونه أبداً، وهم الذين سخروا له أموال الخليج، منذ بداية نشأته وإنسلاخه عن القاعدة الى يومنا هذا.