هل سبق وان توفيت من قبل !!!؟؟
لتري وتشاهد كل الاحداث التي غابت عن ابصارنا........؟
نعم لقد حدث....
لا شك ان افزع شئ للانسان هو الموت
هو مفرق الجماعات وقاهر الملذات
وهو اول ابواب الآخره
ولكن من منا سبق وان توفي ليري تفاصيل عالم الموت ويدرك حقائق غابت عن مجال ادراكنا ....
هل من طريقة لادراك حقيقة الموت !؟
تعالي معي لندخل الي اعماق هذا العالم وندرك حقائق طالما غابت عنا وكل هذا من ايات كتاب الله
اولا لابد ان ندرك المعني الحقيقي للموت واعلم ان عقلك سيذهل عندما يعلم ان الموت يختلف كليا عن الوفاه
الموت هو انفصال النفس عن الجسد المادي
وهذه الحاله هي التي تولد الاحساس بالالم والسكرات
وذالك لان عملية انتزاع النفس عن الجسد تمثل انفصال احد الزوجين وهو الجزء المعنوي عن الزوج الاخر وهو المادي
وبالتالي تمثل الاما لم يشهدها الانسان في حياته ابدا الا ان يشاء الله
هون الله علينا
قال تعالي ( وجاءت سكرة الموت بالحق )
فالموت له السكرات يشعر بها البدن وتشعر بها النفس
(كل نفس ذائقة الموت )
وبالتالي فان سكرات الموت جسميه ونفسيه
اما الوفاه فهي تلك الحاله التي تنتقل فيها من عالم الي اخر
ركز.. وتدبر
عالم الحياة الدنيا عالم مرتفع التردد وادوات الحس السمعي فيه هي الاذان
وادوات الحس البصري هي الاعين
وادوات الادراك هي العقل والالهام
اما عالم الجن مثلا او عالم الملائكه او عالم الاموات فهو عالم مختلف عن الحياة الدنيا
ففي هذه العوالم ادوات الحس مختلفه عن ادوات الحس البصري والسمعي والعقلي الموجوده الان
وبالتالي فان انتقال الشخص من عالم الحياة الدنيا الي عالم اخر لابد ان يسبقه حالة تغيير في حواس ادراكه المختلفه
هذه الحاله التي تحدث بها التغيرات تسمي الوفاه
ثم بعد ان تتم عملية الوفاه يصبح الشخص في عالم اخر سمعه مختلف وبصره مختلف وبالتالي ادراكه مختلف كل الاختلاف
تدبر قول الله تعالي
( قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم الي ربكم ترجعون )
ثم بعد عملية الوفاه ( ولو تري اذ المجرمون ناكسو روءسهم عند ربهم ربنا ابصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا )
ابصرو وسمعو لما حدث لهم بعد حالة الوفاه
ولاشك ان الفزع كل الفزع يكمن في هذه المرحله حيث يبصر الانسان ويسمع مالا يدركه من قبل
وقد تؤمنه الملائكه الذين يتوفونه
وقد يزيدوه فزعا ورعبا
قال تعالي (الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم )
او (ولو تري اذ يتوفي الذين كفروا الملائكة يضربون وجوههم وادبارهم )
ولابد ان يتبع الموت الوفاه مباشرة
فبعد ان يذوق الانسان درجات السكرات يدخل في مرحلة الوفاه مباشرة
اما حالة الوفاه فلا يشترط ان يسبقها الموت فربما يتوفي الانسان ولا يموت !!؟؟؟؟
تدبر عزيزي القارئ
الوفاة حالة انتقال من عالم اعلي في التردد الي عالم اقل في التردد
وبالتالي فان الدخول في حالة النوم لابد ان يسبقه حالة الوفاه
(وهو الذي يتوفاكم بالليل )
وكذالك الانتقال من عالم الحياة الدنيا الي الحياة العليا
وهو ما حدث لسيدنا عيسي فلم يمت سيدنا عيسي عليه السلام ولكنه توفي اي انتقل من عالم مرتفع التردد الي عالم اقل تردد
قال عيسي عليه السلام (وكنت عليهم شهيدا مادمت فيهم فلما توفيتني كنت انت الرقيب عليهم )
(واذ قال الله يا عيسي اني متوفيك ورافعك الي )
ومن هنا ندرك ان الموت حالة ماديه اما الوفاه فهي حالة طاقيه معنويه
قال تعالي (الله يتوفي الانفس حين موتها )
بعد حالة الموت لابد ان تتبعها وفاة مباشرة وذالك يتضح من لفظ موتها
ولو ان العمليتين في نفس الوقت لكانت الايه الله يتوفي الانفس حين تموت
ولكنها جاءت اسما لان الموت لا يسمي موتا الا بتمامه واكتمال حدوثه
كذالك تدبر قوله تعالي
(فأمسكوهن في البيوت حتي يتوفاهن الموت )
فجعل الموت فاعلا للوفاة مجازا
وبالطبع الفاعل اسبق وجودا من مفعوله
ولابد ان ندرك ان الموت يحدث للبدن وللنفس وبالتالي فان الموت مركب من الم بدني والم نفسي
فالبدن يموت والنفس تموت
(الله يتوفي الانفس حين موتها )
(كل نفس ذائقة الموت )
(الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم )
واما الوفاه فهي تحدث للنفس فقط ولا تحدث للبدن
وهي التي يحدث فيها الفزع والرعب النفسي فهي تنقل النفس من الحياة الدنيا الي عالم اخر مختلف تماما وطبيعة النفس الخوف والفزع من كل ما هو مجهول
(حتي اذا جاء احدكم الموت توفته رسلنا )
اي نقلته من عالم الحياة الدنيا الي عالم الاخره
وهذا يؤكد ان عالم الاحلام والروئ موجود بالفعل ولكن يلزم لدخوله المرور بحالة الوفاه اي تبديل المحسوسات باخري قادرة علي الادراك في هذا المجال
واخيرا لو ان كل منا تدبر هذا المعني قبل اقدامه علي المعصيه لما استطاع الاقتراب منها فهو يعلم انه قريبا سيموت ثم سيتوفي واما الم وسكرات ثم فزع ورعب واما هدوء وسكينه و امان وطمأنينه
اللهم هون علينا ....
#شاهر_الازهري