لم يهنأ سكانها كثيرا, فما ان احكم المجرمون وشذاذ الافاق السيطرة على مقاليد الامور في المدينة حتى عمدوا الى تنفيذ المخطط الداعي الى القضاء على كل ما هو وطني ,وكانت البداية برجال الجيش والشرطة والقوى الامنية والنشطاء السياسيين وكل من يرفض الدولة الدينية المتعجرفة,يسقط هؤلاء بدم بارد, الحكومات المتعاقبة لم تفعل شيئا وكان الامر لا يعنيها وللأسف فإنها تعتبر احد الممولين لهذه العصابات الاجرامية التي اتخذت اسماء توحي للسامع بأنها تسعى الى اقامة دولة اسلامية ينعم فيها الجميع بالخير والرخاء(انصار الشريعة –مجلس شورى ثوار بنغازي وغيرهما) ناهيك عن التمويل الخارجي الذي لم يتوقف يوما بسبب تدخل قوى خارجية في الشأن الليبي منذ الايام الاولى للثورة.

لقد دفع ابناء بنغازي الثمن غاليا,ما يربو على الستة آلاف قتيل وأضعاف العدد من الجرحى والمشردين,اما التدمير فقد طال كافة احياء وازقة المدينة,فأصبحت معروفة لدى شعوب العالم.

بفعل عزيمة ابناء المدينة من القوات المسلحة وتكاثف ابناء المناطق, بدؤوا عملية تحرير بنغازي من تخومها الشرقية ,من اسوار بنينة ليبدأ الزحف المقدس بخطى ثابتة وان كان ببطء بسبب مايمتلكه المجرمون من آلات ومعدات حربية متطورة تفوق قدرات الجيش,اضافة الى استجلاب خبراء امنيون من دول لم نشك يوما انها الداعم الاكبر للارهاب والسبب الرئيس في تعاسة ليبيا,وقد اصبحت الامور تتضح وبجلاء للعالم وان كنا نراه يغض الطرف عن ذلك فلكل مآربه وتقاطع المصالح الاقليمية والدولية يطيل من عمر الازمة.

اعداء الوطن والمأجورين ومنفذي الاجندات الخارجية, كانوا ينفون وجود ارهابيين في المدينة والمنطقة الشرقية على وجه العموم,ويعتبرون من يقوم بهذه الاعمال ثوار وأصحاب الحق(لأنهم من نفس الفصيلة),نجدهم اليوم يعيبون على عملية الكرامة السماح لهؤلاء بالخروج من مناطق القتال دونما التعرض لهم!,أ لا يعلم هؤلاء انه في الحروب لا تترك كل الابواب موصدة ,بل يجب ان تترك للمحاصر مخرجا امنا ,حتى لا تكون ردة فعله قوية وتكلف المزيد من الخسائر في صفوف العسكر والقوى المساندة له.

لقد انتصرت الاسيرة وحررت نفسها بفعل خطط وعزيمة (الاسير المهزوم-الصفة التي يرونها مسبة,فهؤلاء لم يدخلوا أي معركة حقيقية لصالح الناس,بل دخلوا او ادخلوا لا يهم, في عمليات قذرة تعكس ما يعشش في عقولهم) والتفاف رفاقه من حوله,وأبناء المدينة الشرفاء.عملية الكرامة بدأت بأعداد قليلة من العسكر, وبفعل ثبات هؤلاء في ميادين القتال,تضاعفت الاعداد وأصبحت تنتشر في كافة الربوع الشرقية وبعض المناطق الغربية وتم تحرير العديد من المواقع بوسط وجنوب البلاد التي كانت ملاذا للمجرمين.      

لا نشك البثة من ان هناك اجساما بيولوجية,كانت وعلى امتداد ثلاث سنوات ترسل جرافات الموت الى المدينة,تندب حظها اليوم بفعل تحرير بنغازي,صرخت ملأ اشداقها عند كل عملية تقهقر للمجرمين,استغاثت عبر ابواقها النتنة الارهابيين في كل مكان,المدد المدد, هيهات هيهات لما ترغبون.

هنيئا للعصية بالتحرير, وهنيئا لقيادة الكرامة على صبرها ,لقد سقط خيرة ابناء المؤسسة العسكرية والشباب المساند بفعل المفخخات ولكن هؤلاء يظلون (تيجان)على جبين الوطن,ومفخرة لكل عائلات المدينة,ونتوق الى اليوم الذي تتحرر فيه العاصمة من الميليشيات التي دأبت على اسالة دماء الابرياء من العزّل .

ميلاد عمر المزوغي