يمتلك القادة عطش لا يرتوي للمعرفة، فعليهم أن يعرفوا، وعليهم أن يتعلموا، وعليهم أن يحصلوا على أكبر قدر ممكن من المعلومات. حيث يسعى القادة للتعلم من تجارب الشعوب الأخرى ليشملوا هذه المآثر في شكل سير ذاتية، وتواريخ تنظيمية وقصص حياة. كما يريد القادة أن يعرفوا كيف كان أداء القادة الآخرين في رحلة قيادتهم، وكيف كانوا يفكرون، وماذا فعلوا، وما تعلموه... فهم يريدون استخدام تجارب حياة القادة الآخرين كنموذج يعيشون عن طريقه... كنموذج يتعلمون منه. وهنا يكمن السر، وهو لبحث عن الأفكار التي يمكن استخدامها لتعزيز قدرتك على القيادة في الوقت الحاضر.

هناك آلاف الكتب التي تشتمل على دروس الحياة وتجارب الرجال والنساء الناجحين عبر التاريخ. وهذا الكنز الغني بالقطع الذهبية موجود في متناول يدك بكل ما تحويه الكلمة من معنى، والتكلفة الوحيدة التي ستدفعها، هي وقتك. فعليك أن تستغل الوقت لاختيار كتاب، وقراءته، واستيعاب الدروس الموجودة بداخله. ورغم ذلك، لا يمكنك التوقف عند هذا الحد، فسعيك للمعرفة والبصيرة لم ينتهي بانتهائك من قراءة الكتاب. الآن، أنت تحتاج لمعرفة كيفية تطبيق الدروس الموجودة في الكتاب إلى حياتك وعملك.

يواجه القادة العديد من الأوضاع الجديدة بشكل يومي، والقراءة تُحضر عقل القادة لقبول أفكار وطرق جديدة للتفكير. فالقادة يقرءون بهدف يكمن في عقلهم، فهم يسعون إلى تعلم شيء ما لمساعدتهم على أن يصبحوا قادة أفضل. القائد يبحث عن أفكار لمساعدته حتى يصبح أفضل في مهنة القيادة، والقراءة هي وسيلة رائعة لفعل ذلك. فالقادة يبحثون عن المعرفة والمعلومات التي من شأنها مساعدتهم على أن يكون لهم تأثير، من أجل إحداث فارق، وإجراء التغييرات اللازمة. كما أن قراءة الكتب، والمجلات، والمقالات الصحفية تساعد أيضاً على:

  • البقاء على اطلاع على الأحداث الجارية
  • تعلم مهارة جديدة
  • كسب مزيد من المعرفة حول موضوع محدد أو مجال معين
  • البحث عن دروس مستفادة من تجربة القادة الآخرين
  • تعلم أشياء جديدة حول أشخاص معيين، وفترات زمنية، أو أحداث
  • جمع المادة العلمية لمشروع بحث أو تقرير
  • التعمق في الموضوعات ذات الاهتمام

عندما يريد القائد معرفة شيئاً ما، فإن مصدره لذلك الموضوع المُختار يكون قريب بقرب المكتبة منه، أو في هذه الأيام يكون بقرب Amazon.com أو Barnes & Nobles على شبكة الانترنت. حيث يمكنه اختيار المصدر الذي يمنحه الوصول إلى أعظم العقول في العالم، جنباً إلى جنب مع المعرفة المتراكمة المفيدة جداً. فالقائد يمكنه تعلم أي شيء يريده من خلال العثور على الكتاب المناسب لقراءته. فالكتاب المناسب يمكنه تغيير حياتك بمعني الكلمة.

هناك مقولة شهيرة تقول "العقل عندما يتسع بإمكانيات جديدة، لا يمكنه العودة مرة أخرى إلى حالته الأصلية". وواحدة من أفضل الطرق لتوسيع عقلك وتنشيط تفكيرك هي قراءة كتاب عظيم. كتاب يمنحك الفرصة لقراءة قطعة، والتفكير بشأنها واستيعابها داخل عقلك حتى يمكنك فهم جوهر المعلومات الموجودة بداخلها. ويمكنك إعادة قراءة أي كتاب كما يحلو لك حتى تفهم المعلومات المُقدمة بداخله. كما يمكنك أن تتعلم طريقة فعل أي شيء، وذلك من خلال قراءة كتاب جيد.

وقراءة الكتب الجيدة تفتح عين القائد على احتمالات أخرى، وآفاق جديدة، وطرق مبتكرة للتفكير في المشاكل القديمة. فالقراءة توفر رؤى جديدة، وأفكار، ووجهات نظر، ومفاهيم يمكن تطبيقها على مساعي القادة. وقراءة كتاب جيد يمكن أن تكون بمثابة مولد أفكار لا نهائية أو وسيلة لتهدئة عقلك بينما تنتشر الأفكار الأخرى.

نصائح لتُصبح القائد الذي يقرأ:

  • حدد الموضوع الذي تريد معرفة المزيد عنه
  • ادخل على الانترنت أو قم بزيارة المكتبة المحلية للعثور على كتاب يُغطي الموضوع الذي تهتم به
  • اقرأ الكتاب مرة بهدف الإطلاع، اقرأ الكتاب مرتين لفهم أفضل للأفكار المطروحة، اقرأ الكتاب مرة ثالثة لفهم كيفية تطبيق الأفكار على وضعك أو مشكلتك
  • اقرأ مجموعة متنوعة من الكتب – اقرأ في التاريخ، الأعمال التجارية، الخيال، السياسة والعلم. بمعنى آخر، اقرأ كتب مختلفة عما اعتدت القراءة عنه.

اكتب ملاحظات حول الأفكار الرئيسية بينما تقرأ، الأفكار التي تثير انتباهك بأنها وثيقة الصلة بظروفك – لا تفكر أنك سوف تعود مرة أخرى وتدونها في وقت لاحق، افعل ذلك الآن. وبهذه الطريقة، يمكنك استيعاب الدروس وسوف تكون قادر على استخدمها في المستقبل.